يوسف الحربي

@yousifalharbi

مشروع وحاضنة للثقافة والفنون في الأحساء، بدأت وافتتحت وانطلقت بدعم من مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية، وبشراكة مع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، خاصة أننا في فترة إقبال المؤسسات الإنسانية والاجتماعية على دعم الفنون وتحويلها إلى مراكز للإبداع والمبدعين، خلقت فضاءات متعدّدة للمبدعين والهواة؛ لاحتوائهم وتمكينهم من التعبير الجمالي بشكل قادر على ترك بصمة جمالية يجتمع حولها عاشقو الإنسانية بكل مجالاتهم المتآلفة.

الدار تميَّزت بمقرها الذي ينبع منه عبق الماضي بعقوده التي تجاوزت الأربعة، ومساحاته المتنوعة والملائمة لجميع المجالات الفنية والثقافية والرسم المباشر المزوَّد بالخامات والأدوات، وهو ما يُعدّ في حدّ ذاته إنجازًا متكاملًا قادرًا على بناء ثقافة متوازنة، وتوسيع دوائر الاحتواء لدى الفنان والموهوب من حيث تقديم مشاريعه، وهو على ثقة بأن له مؤسسات قادرة على تبنّيه والتفاعل مع تفاصيل ابتكاراته، وتمهيد المسارات له؛ ليقدّم أفضل ما لديه من أفكار؛ ما يزيد الرغبة في الإبداع والمنافسة الجمالية والتعاون.

احتواء الدار في افتتاحها معرض بين زمنين جدير بالمتابعة والاهتمام من عدة نواحٍ ارتبطت أعماله بالأحساء وطبيعتها وخاماتها ونخيلها، شارك فيه بعض من رواد الحركة الفنية في الأحساء عبدالحميد البقشي، أحمد المغلوث، أحمد العبد رب النبي، عادل الوايل، محمد الحمد، حسنين الرمل، سلمى الشيخ، تغريد البقشي، وسامي الحسين.

هذا المعرض ارتكز على تقديم روح فنية تجمع أزمنة التنمية الثقافية في المملكة، وتطور الحركة الفنية والتشكيلية فيها جيلًا بعد جيل، يشارك فيه جيل الرواد والمعاصرين، حيث يقدمون الرؤى البصرية والتأملات والتطلعات بتفاصيل الانتماء لهذه الأرض ولثقافتها، إضافة إلى رغبتهم في استدراج المتلقي نحوها بجماليات تعكس روح الوطن، واندفاع المحبة نحوه.

ولعل متابعة المعرض بكل مشاركاته، وبالأسماء التي تنوَّعت فيها أعمالهم الفنية وأساليبهم، والتجول في أروقة دار نورة للفنون، تعطي المتأمل في الحياة الثقافية خلال السنوات الأخيرة شحنة إيجابية مهمة وحسًّا مهتمًا بالفنون لم يكن من فراغ، بل كان من خلال العناية التي قدّمتها مثل هذه المؤسسات الإنسانية التي اختارت أن تقدّم جهودها نحو تنمية ثقافية عميقة وواعية بكل رؤى التطوير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في المملكة، وتحت مظلة متخصصة، وبيت خبرة في المجال الفني على مدار عقود، وهو ما يعطيها أيضًا الدور الكبير لاحتضان هذه المبادرات، وتوفير هذه الفضاءات المهيأة بشكل عصري، وبخصوصية سعودية وطاقات كفيلة بتشجيع المبدعين بمختلف مستوياتهم مع تمكين الهواة من برامج تطوير وورشات ومكتبة متخصصة، ومساحات ملائمة، ومراسم قادرة على هذا الاحتواء، والتعاون الذي سيجمع الرسام والمصور والعازف والنحات، قام على هذه الجهود شباب سعوديون في التنسيق والتخطيط والديكور، تقودهم مديرة الدار الفنانة التشكيلية صابرين الماجد.