من المهم جدا الاعتراف بأن التاريخ الإنساني وعلى مر العصور المختلفة كان حافلا بأحداث وقضايا مأساوية مفجعة، كان أبرز ما يلفت فيها النظر ليس انعدام الأحاسيس والمشاعر والقيم الإنسانية فحسب، بل وحتى القيم السماوية ذاتها، واللافت للنظر أن الذين سطروا أغلب تلك الأحداث والقضايا المأساوية كانوا من المنجرفين والمنساقين مع الرأي العام السائد المساير للطغيان الإنساني، ولذلك فإن العودة للأحداث والقضايا التاريخية من الضروري جدا أن تكون عودة تمحيصية حذرة تأخذ المبادئ والقيم السماوية والإنسانية بعين الاعتبار.
الإمام الحسن «عليه السلام» أسس لرؤية عملية ترسخ قيم التضحية والإيثار لوحدة الأمة
إن النظرة الموضوعية والواقعية البعيدة كل البعد عن مشاعر التعصب والانغلاق، تتطلب أن تكون انتقادية وهذا ما قد أصبح السمة الغالبة في معظم إعادات النظر في الكثير من الأحداث والقضايا التاريخية، ذلك من المهم جدا معرفة مدى سحب تلك الأحداث والقضايا التاريخية لعصور خلت وانقضت على عصرنا والعصور القادمة، وإن عملية السحب إن تمت يجب أن تراعي إلى أي حد يمكن أن تتسبب في سلبيات وإيجابيات، بموجبها يجب التعامل معها، وبهذا الفهم والرؤية لو نظرنا إلى ما قد أنجزه الإمام الحسن «عليه السلام» من خلال موقفه التاريخي وما قد عكسه من فائدة كبيرة في ذلك العصر على الأمة الإسلامية وبشكل خاص من خلال وحدة الصف والكلمة، فإننا نعي بأنه قد أسس لرؤية عملية تؤكد التضحية والإيثار من أجل صالح ووحدة الأمة.
إن الدرس والعبرة الكبيرة التي يمكن أن نستخلصها من الموقف التاريخي للإمام الحسن «عليه السلام»، والذي بفضله انتهت فتنة كان يمكن أن تقود إلى نتائج سلبية كارثية لا يعلم بها إلا الله تعالى، هو أن الصالح العام يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ويتم منحه الأولوية، فهو قد أنجز عام الجماعة، وبنى وأسس لتآخ سني - شيعي أو أموي - علوي فريد من نوعه، والأهم من ذلك كله أنه قد منح الأمة الإسلامية عشرين عاما من السلام.
طي صفحات الماضي سبيل لتحقيق مستقبل واعد
إن موقف الإمام الحسن «عليه السلام» وعند تلاقي جيشه وجيش معاوية بن أبي سفيان «رضي الله عنه»، حيث كانت ستحدث مجزرة فظيعة ولا سيما وأن جيشه وبحسب المصادر التاريخية المختلفة كان يربو على 40 ألفا عاهدوه على القتال حتى الموت، كما أن جيش معاوية «رضي الله عنه» لم يكن أقل منه، فإنه «أي الإمام الحسن عليه السلام»، فإنه قد أدرك أن نتيجة هذه المواجهة ستكون إراقة وسفكا لدماء الآلاف من المسلمين من الطرفين، إذ هو لم يفكر بجيشه فقط وإنما في الجيش الذي يواجهه وهو أيضا جيش من المسلمين، وفي هذه الرسالة الإسلامية الإنسانية الحضارية الجامعة التي أراد أن يوصلها إلى الأمة الإسلامية على مر التاريخ.
فموقف الإمام الحسن «عليه السلام» الذي أسس لقيم اعتدالية إصلاحية تؤثر مصلحة الأمة على كل شيء وتجعله فوق كل اعتبار، هو الأمر والنقطة المهمة التي يجب أن نفهمها ونستوعبها ونقتدي بها، ولذلك فمن المهم أن نبادر إلى طي صفحات الماضي وعدم جعله حاكما على عصرنا والعصور القادمة وأن ننظر للمستقبل، ذلك أنه لا يعنينا خصوم معاوية «رضي الله عنه» في شيء، بل إن الذي يجب أن يعنينا هو أن نترك الماضي وننظر للمستقبل ونعمل من أجله.
@sayidelhusseini
الإمام الحسن «عليه السلام» أسس لرؤية عملية ترسخ قيم التضحية والإيثار لوحدة الأمة
إن النظرة الموضوعية والواقعية البعيدة كل البعد عن مشاعر التعصب والانغلاق، تتطلب أن تكون انتقادية وهذا ما قد أصبح السمة الغالبة في معظم إعادات النظر في الكثير من الأحداث والقضايا التاريخية، ذلك من المهم جدا معرفة مدى سحب تلك الأحداث والقضايا التاريخية لعصور خلت وانقضت على عصرنا والعصور القادمة، وإن عملية السحب إن تمت يجب أن تراعي إلى أي حد يمكن أن تتسبب في سلبيات وإيجابيات، بموجبها يجب التعامل معها، وبهذا الفهم والرؤية لو نظرنا إلى ما قد أنجزه الإمام الحسن «عليه السلام» من خلال موقفه التاريخي وما قد عكسه من فائدة كبيرة في ذلك العصر على الأمة الإسلامية وبشكل خاص من خلال وحدة الصف والكلمة، فإننا نعي بأنه قد أسس لرؤية عملية تؤكد التضحية والإيثار من أجل صالح ووحدة الأمة.
إن الدرس والعبرة الكبيرة التي يمكن أن نستخلصها من الموقف التاريخي للإمام الحسن «عليه السلام»، والذي بفضله انتهت فتنة كان يمكن أن تقود إلى نتائج سلبية كارثية لا يعلم بها إلا الله تعالى، هو أن الصالح العام يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ويتم منحه الأولوية، فهو قد أنجز عام الجماعة، وبنى وأسس لتآخ سني - شيعي أو أموي - علوي فريد من نوعه، والأهم من ذلك كله أنه قد منح الأمة الإسلامية عشرين عاما من السلام.
طي صفحات الماضي سبيل لتحقيق مستقبل واعد
إن موقف الإمام الحسن «عليه السلام» وعند تلاقي جيشه وجيش معاوية بن أبي سفيان «رضي الله عنه»، حيث كانت ستحدث مجزرة فظيعة ولا سيما وأن جيشه وبحسب المصادر التاريخية المختلفة كان يربو على 40 ألفا عاهدوه على القتال حتى الموت، كما أن جيش معاوية «رضي الله عنه» لم يكن أقل منه، فإنه «أي الإمام الحسن عليه السلام»، فإنه قد أدرك أن نتيجة هذه المواجهة ستكون إراقة وسفكا لدماء الآلاف من المسلمين من الطرفين، إذ هو لم يفكر بجيشه فقط وإنما في الجيش الذي يواجهه وهو أيضا جيش من المسلمين، وفي هذه الرسالة الإسلامية الإنسانية الحضارية الجامعة التي أراد أن يوصلها إلى الأمة الإسلامية على مر التاريخ.
فموقف الإمام الحسن «عليه السلام» الذي أسس لقيم اعتدالية إصلاحية تؤثر مصلحة الأمة على كل شيء وتجعله فوق كل اعتبار، هو الأمر والنقطة المهمة التي يجب أن نفهمها ونستوعبها ونقتدي بها، ولذلك فمن المهم أن نبادر إلى طي صفحات الماضي وعدم جعله حاكما على عصرنا والعصور القادمة وأن ننظر للمستقبل، ذلك أنه لا يعنينا خصوم معاوية «رضي الله عنه» في شيء، بل إن الذي يجب أن يعنينا هو أن نترك الماضي وننظر للمستقبل ونعمل من أجله.
@sayidelhusseini