واس - جدة

أكد سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة أولوغبيك مقصودوف أن علاقات أوزبكستان والمملكة العربية السعودية علاقة راسخة، واكتسبت طبيعة ديناميكية، خلال فترتها الزمنية القصيرة.

وأشار إلى أن المملكة كانت من أولى دول العالم التي اعترفت باستقلال جمهورية أوزبكستان، ووقعت معها على مذكرة تفاهم لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بتاريخ 20 فبراير 1992م، وذلك أثناء زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة لأوزبكستان.

تطوير العلاقات الثنائية مع السعودية

وأشار إلى حرص أوزبكستان على تطوير العلاقات الثنائية مع المملكة، حيث قام الرئيس الأوزبكي في أبريل 1992م بزيارة المملكة، وأجرى محادثات مع خادم الحرمين الشريفين، وفي نوفمبر 1992م قامت أوزبكستان بافتتاح القنصلية العامة في مدينة جدة، ثم في مايو 1995م تم افتتاح سفارة جمهورية أوزبكستان بالرياض، وفي مارس 1997م تم افتتاح سفارة المملكة في طشقند العاصمة.

وقال إن زيارة الرئيس شوكت ميرضيائيف، رئيس جمهورية أوزبكستان إلى المملكة للمشاركة في قمة الدول العربية الإسلامية التي عقدت في مايو 2017 في الرياض، دشنت صفحة جديدة في تعزيز العلاقات الثنائية مع الرياض، ويولي الجانبان منذ بداية العلاقات الأوزبكية السعودية اهتمامًا خاصًا بتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري حيث وقّع الطرفان العديد من الاتفاقيات الخاصة بالتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتكنولوجية والثقافية والشباب والرياضة وتجنب الازدواج الضريبي والنقل الجوي وحماية وتشجيع الاستثمار.

وكشف سفير أوزبكستان عن أنه يجري في الوقت الراهـن عمليـة إعـداد الاتفاقيات الجديدة للتوقيع بين جمهوريـة أوزبكستـان والمملكة العربية السعودية وعددها 12 و من ضمنهـا 4 اتفاقيات بين حكومـة جمهوريـة أوزبكستـان وحكومـة المملكة العربية السعودية و8 اتفاقيات بين الوزارات والإدارات المعنيـة.

وأفاد بأن العلاقات السياسية الأوزبكية السعودية مبنية على الثقة ورغبة الطرفين في مواصلة تطوير وتعميق التعاون المتبادل المنفعة والمتساوية، ويؤكدها استقبال فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان لصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية بالمملكة، وذلك بمقر انعقاد المؤتمر الدولي.

وتطرق الجانبان إلى أهمية تعزيز الاستثمارات البينية في ضوء رؤية المملكة 2030 ، والاهتمام الكبير في تفعيل العلاقات الثنائية وفي نفس الوقت تخدم لصالح مصلحة بلداننا.

ومضى يقول تتبع أوزبكستان والمملكة العربية السعودية نفس النهج إزاء العديد من القضايا الإقليمية و الدولية الى جانب المواقف الخاصة بالأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات والتحديات الحديثة، ويواصل بلدينا ممارسة الدعم والتأييد المتبادل لمواقف وترشيحات كل منهما في إطار المنظمات الدولية، فأيدت أوزبكستان ترشيحات المملكة العربية السعودية لعضوية المجلس الاجتماعي والاقتصادي التابع للأمم المتحدة للفترة 2019-2021 (2018)، ومجلس مناهضة التمييز ضد المرأة (2018)، كذلك مجلس حقوق الإنسان (2020)، والمجلس التنفيذي لليونسكو (2019)، ولجنة التراث العالمي (2019) وغيرها.

وفي عام 2020 دعمت المملكة انتخاب أوزبكستان لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذلك دعم جمهورية أوزبكستان لموقف المملكة العربية السعودية حيال قرار الاتحاد الأوروبي بشأن حالة حقوق الإنسان في اليمن وتمت مناقشة هذه القضية خلال الدورة 49 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس 2022.

وبين السفير الأوزبكي أن الصندوق السعودي للتنمية ساعد ودعم تنفيذ عدد كبير من المشاريع في أوزبكستان حيث يعد مشروع إنشاء جزء طريق سمرقند - غوزار المعبد من أهم المشاريع التي تم تمويلها من قبل الصندوق السعودي للتنمية وقيمته الإجمالية 100 مليون دولار أمريكي، علما أن حصة الصندوق السعودي للتنمية في تنفيذه بلغ 30 مليون دولار أمريكي، ومشروع إعادة إنشاء محطة آلات للضخ الواقعة في محافظة بخارى ومشاريع إعادة إنشاء وترميم شبكات مشاريع الري والصرف الصحي في محافظتي جيزاخ وسيردريا وإعادة بناء وترميم و تجديد الأجهزة الرئيسية الخاصة بجمع المياه في محافظة خوارزم، وأيضا المشاريع التي تخص مجالات الكيماويات والتعدين وإنتاج مواد البناء والزراعة.

وأضاف أن الصندوق ساهم كذلك في تمويل تشييد وبناء المدارس الثانوية والمراكز الطبية وتجهيزها التقني في أوزبكستان، بالإضافة إلى تمويل المشاريع الخاصة بحفر الآبار في بلدنا، حيث إن إجمالي المشاريع التي قد تم تنفيذها في أوزبكستان حتى الآن بدعم من الصندوق بلغ ما يقارب 20 مشروعا تشمل مجالات الرعاية الصحية والتعليم والطاقة والنقل والمواصلات وتنمية المرافق العامة بأوزبكستان.

وأبان أن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين أوزبكستان والمملكة في الأعوام الأخيرة شهدت تطوراً سريعاً وديناميكياً وناجحاً، فكان حجم التبادل التجاري بين بلدينا 17.1 مليون دولار في عام 2021 ، بلغت مؤشرات التجارة في الفترة من يناير إلى يونيو 2022 الى 95.1 مليون دولار، بالمقارنة إلى نفس الفترة من العام الماضي ونموها لأكثر من عشرة مرات.

وأكد أن الطرفين مستعدان للعمل المشترك في تنفيذ مشاريع استثمارية جديدة في صناعات واعدة مثل الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية والصحة والصيدلة والتكنولوجيا الحيوية الحيوية والزراعة والغابات وإنتاج مواد البناء والصناعات الخفيفة والكيميائية والبتروكيميائية والسياحة والثقافة والرياضة والعلوم والتعليم وحماية البيئة وغيرها.

وقال سفير أوزباكستان المملكة العربية السعودية هي بلد فريد من نوعها وبلد حديث ينفذ برنامج رؤية 2030 الموجه الى تنويع اقتصادها وتطوير قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة، وذلك عن طريق تكثيف النشاط الاقتصادي والاستثماري داخل المملكة وخارجها. ويتطور التعاون الناجح بين أوزبكستان والمملكة العربية السعودية في هذه المجالات.

وأضاف هناك تواصل قوي بين البلدين، وتمت إقامة تعاون وثيق بين وزارة الطاقة الأوزبكية وشركة أكوا باور السعودية ، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية تبلغ قيمتها الإجمالي حوالي 3 مليارات دولار، وتتولى الشركة بموجبها تنفيذ وتطوير وبناء وتشغيل المشروعات العديدة، من ضمنها مشروع طاقة الرياح بالطاقة الإنتاجية تصل إلى 1,500 ميجاواط بمنطقة كاراكالباكستان الأوزبكية، لتصبح المحطة - عند تشغيلها - الأكبر من نوعها في منطقة آسيا الوسطى، وإحدى أكبر محطات طاقة الرياح على مستوى العالم، اضافة لاتفاقية مشروع محطة رياح نوكوس بقدرة 100 ميجاواط، واتفاقية شراء طاقة مدتها 25 عاماً واتفاقية استثمارية بقيمة إجمالية تبلغ 1.2 مليار دولار أمريكي لتطوير وبناء وتشغيل محطة لتوليد الطاقة بتوربينات الغاز ذات الدورة المركبة في مدينة شيرين بمنطقة سيرداريا.

واستطرد يقول أوزبكستان والمملكة وبعثاتهما الدبلوماسية تركز كل جهودها على تعزيز وتكثيف التعاون الثنائي في المجالات ذات الأولوية وهي زيادة حجم التبادل التجاري، وتوسيع الشراكة الاستثمارية، وتنفيذ المشاريع الاقتصادية والثقافية والإنسانية المشتركة، والتبادل العلمي والتعليمي وغيرها .