عبدالعزيز الذكير يكتب:

@A_Althukair

كلمة العامة عند تداولها بلهجة نجد تعني غير المثقّف، أو هو غير النابه للمنطلقات الدينية واالاجتماعيّة، ولذا تأتي النصائح عن عدم اعتماد الغريب والجديد بختام: حتى لا يتأثّر بها العامة.

والكلمة في اللغة الإنجليزية Common لا تعني ناقص الثقافة أو المعرفة، بدليل أن مجلس «العموم» البريطاني عبارة عن نخبة واعية من الناس. لكن لا يطأ أرضه من تجري الدماء الملكية في عروقه، أو من النبلاء ممن يحملون ألقابا مميزة مثل اللورد والدوق، التي حصلوا عليها بإنعام ملكي دون غيرهم، فأولئك ليسوا «عموم».

إذا فهي -أي الكلمة- ميزة وليست نقيصة.

رأينا امتداد المفردة وتأثيرها على الحياة، فهناك القطاع العام والقطاع الخاص، وأيضا في أمريكا هناك جامعات خاصة وأخرى عامة.

قرأت في الصحافة المحلية طرحاً عن أهمية الآثار في بلادنا، ودعوة إلى تتبعها واكتشافها، وكذا الإنسان وما أرّث.

وقرأتُ أقوالاً تنكر النهج وتُشير بضدّه، على أساس أن الاحتفاظ بالآثار والمواقع الأثرية قد يقود «العامة» إلى أصناف الشرك وطبائع المشركين، الذين يتبركون بالقبور وأضرحة الأولياء. فاكتشاف الآثار والأماكن الأثرية شيء من الغيّ تجب محاربته والوقوف في وجه المنادين به.

ولي مأخذ على استمرارنا في استعمال تلك الكلمة (العامة) لنُطلقها على الجاهلين من الناس. وبدأ استعمالها في رسالات الوعظ والخطب قبل مدة من الزمان ليست بالقصيرة، حيث كان الناس معرّضين للانجراف وراء تيارات البدع.

والكتّاب الذين لا يناصرون المحافظة على الآثار، حسب ما يبدو من أقوالهم، يخافون على «العامة» من الخطر -خطر الانجرار إلى الشركيّات- أي أن «الخاصة» في مأمن..!!. معنى كلّ ذاك أن المجتمع الآن هو ما كان عليه قبل مائة عام تقريبا، فأين التعليم، وأين ما نتكلّم عنه من رسوّ العقيدة؟

نصف الذين حطموا التماثيل في أفغانستان لا يدرون لماذا حطّموها، ولا يدري العالم -آنذاك- هل هم من العامة أم من الخاصة؟.

ثم إن الناس الآن معرضون إلى آثام وخطايا كثيرة وكبيرة، خطرها أكبر وأعم من فوبيا (رهاب) الخوف من البدع والآثار واكتشافها.