خالد الشنيبر

في الأسبوع الماضي انتشرت بوسائل التواصل الاجتماعي أخبار عن اعتماد تدريس مادة المعرفة المالية لطلاب الثانوية العامة، وبالرغم من أهمية تلك الخطوة إلا أن الآراء كانت متباينة حوله، وفي هذا المقال سأتطرق لوجهة نظري الشخصية عن أهمية مثل تلك التوجهات على مخرجات التعليم وسوق العمل.

في الفترة الماضية، طورنا العديد من إستراتيجيات التعليم، ولكن لم نر أي وجود لإستراتيجية خاصة في مرحلة ما قبل الانتقال لسوق العمل، تستهدف زيادة ثقافة العمل وتطوير المهارات الناعمة الأساسية أو ما يُعرف بـ Soft Skills لبناء أجيال مختلفة ومميزة عن الأجيال السابقة، وقد يكون علاج هذا الخلل بشكل غير مباشر من خلال برنامج تنمية القدرات البشرية، الذي تم الإعلان عنه مؤخراً، ولكن يبقى هذا الملف أحد أهم مسؤوليات وزارة التعليم ابتداء من المرحلة الثانوية كأقل تقدير.

ينبغي علينا ألا نكابر بمخرجات التعليم مقارنة بالإنفاق الحكومي الملياري على قطاع التعليم، فمستوى «العديد» من المهارات الناعمة الأساسية بالإضافة للمهارات اللغوية ما زالت أقل من مستوى مخرجات الدول التي نستقدم منها «بمقارنة الإنفاق الحكومي على قطاع التعليم»، ومع استمرار ارتفاع أعداد الداخلين المحتملين لسوق العمل، فينبغي أن نشهد تغيراً جذرياً وكبيراً في إستراتيجية التعليم، خاصة فيما يتعلق بتطوير المهارات الناعمة الأساسية واللغوية والمعرفية، والتأخر في هذا الجانب سيزيد بشكل كبير من التكلفة الاقتصادية، خاصة تكلفة إعادة هيكلة سوق العمل ومعالجة مؤشرات البطالة.

في أكثر من مقال ذكرت أن مرحلة التعليم في المملكة تحتاج لوجود إستراتيجية خاصة في مرحلة ما قبل الانتقال لسوق العمل تختص في «التلمذة المهنية»، ومن المهم أن ترتكز على 3 محاور رئيسية، المحور الأول يتعلق بمدة ومتطلبات التدريب التعاوني أو التدريب الصيفي للطلاب، وذلك من خلال اشتراط إكمال ساعات تدريبية محددة بشكل سنوي، والمحور الثاني يتعلق بإلزامية العمل التطوعي لساعات محددة سنوية أثناء المرحلة الدراسية، والمحور الثالث يتعلق بوجود وثيقة خاصة للمهارات لكل طالب من طلاب المملكة تحتوي على ملخص لأهم المهارات الناعمة، التي تم تدريبه وتطويره عليها خلال المرحلة الدراسية، بالإضافة للبرامج التي شارك فيها خلال نفس المرحلة، وتعتبر تلك الوثيقة داعما إضافيا له بجانب شهادته الدراسية.

لو كان بيدي من الأمر شيء، وحتى لا يكون هناك هدر لاستثمارات هائلة تضخ في قطاع التعليم، لبدأت بتكثيف المهارات اللغوية للطلاب قبل أي مهارة أخرى، ومن بعد ذلك يتم التركيز على مجموعة من المهارات الناعمة الأساسية التي تدعم الطلاب في حياتهم الدراسية والعملية، وأخيراً يتم التركيز على الجوانب المعرفية الأساسية كريادة الأعمال والمعرفة المالية على سبيل المثال.

ختاماً؛ سيزداد تفاؤلي في إمكانيات الثروة البشرية المحلية مع انطلاق مبادرة «مسرعة المهارات» والتي تعتبر إحدى مبادرات وزارة الموارد البشرية في برنامج تنمية القدرات البشرية، والتي تُعنى بإعادة تأهيل شباب الوطن وتزويدهم بالمهارات اللازمة لسوق العمل، وما أتمناه أن تشمل تلك المبادرة طلاب الثانوية العامة أثناء المرحلة الدراسية.

⁦@Khaled_Bn_Moh⁩