ترجمة: د. نورهان عباس

سوق العقارات والسياحة يدعمان تصدرها مجموعة الـ20



أكدت شبكة «بلومبرغ» العالمية أن الاقتصاد السعودي يشهد طفرة نمو في جميع القطاعات وليس النفط وحسب؛ إذ تتصدر توقعات الدولة مجموعة العشرين من حيث النمو المتوقع لهذا العام.

وأشادت الشبكة بشكل خاص بالتوسع الذي يحققه القطاع العقاري في البلاد، بفضل انتعاش السياحة وارتفاع عوائد النفط.

وقالت الشبكة في الموضوع الذي ترجمت صحيفة (اليوم) أبرز ما جاء فيه: «سوق العقارات السعودية تشهد نشاطا محموما مع تدفق الدخل الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة عبر الاقتصاد».

وسلطت «بلومبرغ» الضوء على الإيجابيات التي حققها برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي وضعه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لافتة إلى أنه أنهى أو خفف القيود المفروضة على الترفيه، كما يحاول تقليص الاعتماد على النفط، وأعطى النساء مساحة أكبر للمشاركة في المجتمع.

وأضافت الشبكة: «قبل عقد من الآن لم يكن العديد من مالكي العقارات يؤجرون حتى النساء اللائي كن بحاجة إلى موافقة ولي أمرهن على العديد من القرارات، اليوم تدخل النساء سوق العمل بأعداد أكبر، و30 % من مشتري العقارات في شركة الماجدية من الإناث، ممن يقتنين عقارات بغرض الاستثمار أو للحصول على منزل خاص بهن».

وتساعد السعوديات في دعم انتعاش الاقتصاد الذي تحول بفضل أسواق الطاقة، ورغم شعور معظم العالم بالقلق من التضخم المتزايد الذي تدعمه الحرب الروسية في أوكرانيا والركود المحتمل، فإن وصول متوسط سعر النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل هذا العام يدعم تصدر الاقتصاد السعودي لمجموعة العشرين.

وتوسع الناتج المحلي الإجمالي 11.8 % في الربع الثاني من العام الجاري، عندما نما الاقتصاد غير النفطي 5.4 % وهو الآن أكبر مما كان عليه في نهاية عام 2019، قبل اندلاع الوباء.

أيضا، أعلنت شركة «أرامكو» النفطية العملاقة عن أكبر أرباح ربع سنوية معدلة فصليا مقارنة بأي شركة مدرجة على مستوى العالم، كما تتدفق مليارات الدولارات على الخزائن السعودية وتزيد من استثمارات الدولة، ما يعزز معنويات القطاع الخاص الذي يعتمد على العقود الحكومية.

وتابع الموقع: «الإنفاق الرأسمالي قفز 64 % على أساس سنوي في الفترة من أبريل إلى يونيو، مع بدء انتعاشة كبرى في قطاع البناء بالمملكة، بما في ذلك مراكز التسوق والحدائق بالإضافة إلى خطط هائلة لتشييد مدينة جديدة مبنية من الصفر، وتطوير مبانٍ سياحية فاخرة على البحر الأحمر، وارتفع الإنفاق الإجمالي 16 %، رغم توقعات انخفاضه في الميزانية الأولية لهذا العام.

وعلى صعيد السياحة، عادة ما كانت حرارة الصيف تؤدي إلى سفر العائلات المترفة في السعودية إلى أجواء أكثر برودة في أوروبا، لكن أحدث المطاعم الراقية في الرياض أصبح مكتظا بالزبائن، وفي سلسلة مطاعم «كويا» الأمريكية اللاتينية، تكون أكثر أوقات العشاء طلبا محجوزة بالكامل قبلها بشهر.

على الجانب الآخر، انتعشت عمليات السحب النقدي المجمعة ومعاملات نقاط البيع مجددا - وهي مؤشر على نشاط المستهلك - مع صعودها بنسبة 9 % على أساس سنوي في يونيو، بعد ارتفاعها القياسي في مارس، وبلغ معدل التضخم الشهر الماضي 2.7 %، أي نحو ثلث المعدل الموجود في الولايات المتحدة أو منطقة اليورو.

تسعى وزارة المالية لتجنب دورة الازدهار والكساد المرتبطة بالنفط، عبر الاستثمار بكثافة في الصناديق السيادية والمشاريع طويلة الأجل مثل تصنيع السيارات الكهربائية والسياحة.

ختاما، ووفقا لمسح أجرته «بلومبرغ» لخبراء اقتصاديين، من المتوقع توسع الاقتصاد بنسبة 7.6 % هذا العام، ويبلغ سعر النفط الخام الآن حوالي 90 دولارا للبرميل.