د. خليفة الملحم يكتب:

في نهاية الأسبوع المنصرم أتيحت لي الفرصة للتنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة بواسطة قطار الحرمين السريع، الذي بالفعل هو اسم على مسمى، فالرحلة لم تستغرق سوى ساعتين وسبع دقائق بما في ذلك التوقف لحوالي 10 دقائق في جدة، وبما أنها المرة الأولى لي لتجربة هذا المشروع العملاق، فلا أجد أقل من التوجه بالشكر لحكومة مولاي خادم الحرمين على ما توليه من اهتمام بمشاريع المشاعر المقدسة!

القطار السريع ذكرني بالنصر خلال ميركاتو الصيف، فهو يعقد الصفقات تلو بعض وكان آخرها التوقف في جدة والحصول على خدمات ورقة التوت الأخيرة في فريق الأهلي النجم عبدالرحمن غريب، ومن الصدف أن القطار السريع يتوقف في جدة، وكذلك فعل النصر في هذه الصفقة، التي كانت حديث كل النقاشات!

التعاطي الإعلامي قبل كل صفقة نصراوية كبيرة لابد أن يمر بسيناريوهات أشبه بالأفلام والعقبات (المفتعلة) ليكون للظفر بالصفقة وقع كبير لدى محبي الأصفر والأزرق بالذات إذا وضع الهلال في الطريق برغم أنه ممنوع من التسجيل ولا يمكن له بأي حال من الأحوال الدخول في المنافسة على غريب (لا من قريب ولا من بعيد) ولا أتفق مع تغريدة رئيس النصر، التي حاول فيها استدرار عطف الجمهور الأهلاوي، فنحن في عصر الاحتراف والعواطف لا مكان لها على الإطلاق!

لا يزال هناك للقطار النصراوي متسع من الوقت للظفر بصفقات أخرى قبل إقفال الفترة التعاقدية نهاية الشهر ليدخل النصر الموسم المقبل، الذي ينطلق بعد أيام كامل العدة والعتاد ومن المفروض بعد كل هذا الاستعداد والصفقات المدوية أن يكون حاضرا ومنافسا شرسا وأن تظهر شخصيته في الملعب كما أظهرها بقوة خارجه!

الخصومة الشديدة والتغريدات الغريبة، التي تكتب من بعض الإعلاميين في حق زملاء وإخوة لهم فقط لاختلافهم في الميول هي معيبة في حق مَن يكتبها أولا قبل أن تعجب متابعينه، الذين ينساقون خلف الإعلامي الذي يشاطرونه نفس الميول ويركبون الموجة ويوجهون كل عبارات الشتم والسباب للإعلامي صاحب الميول المخالف وتكون التعليقات للأسف بعيدة عن أصول الأدب والاحترام، ولذا وزر كل جملة تكتب بعد ذلك سيعود على مَن أطلق لأصابعه العنان لكتابة التغريدة الأساسية!

هناك اعتقاد بأن نجاحك خارج الملعب قد لا يوازي داخله والعكس صحيح، فهل تتغير هذه المعادلة في هذا الموسم، فقطار النصر السريع أثبت نجاحه خارج الملعب وبقي أن يكون كذلك داخله بتحقيق البطولات، فهو الهدف الأول والأهم لدى الجماهير أما ما يحدث خارجه فقد (يوسع صدر الجماهير ويعطيهم فرصة للطقطقة) على المنافسين ولكنه لا يحقق ألقابا وبطولات!

كلنا شوق لبداية مثيرة لموسمنا القادم وللمرة الألف أردد (الميدان يا حميدان)، وهل سيستمر القطار النصراوي منطلقا بأقصى سرعته أم أنه سيتوقف كثيرا؟

@DrKAlmulhim