فيصل الظفيري

أصبح الاهتمام بالموظفين مطلبا مهما لكثير من القيادات الواعية، التي تؤمن بأهميتهم في تطوير مسيرة العمل في منظماتهم، وتركز على أثرهم الإيجابي عند تحسين بيئة العمل التي يعملون بها، وبروز هذا الاهتمام بالموظفين ساهم فيه تطور علوم الموارد البشرية والتنمية المهنية وارتباطهما الوثيق بالعلوم النفسية، فأصبح الاهتمام ببيئة العمل وتحسين ظروفها مطلبا مهما لكثير من المنظمات والشركات، لما وجدوا له من أثر كبير في تحسين إنتاجية الموظفين، وتحقيق الأهداف الإستراتيجية والتشغيلية لهذه المنظمات، بل إن المميزين من المتخصصين في الموارد البشرية يرون أن الاهتمام بالموظفين سينعكس إيجابيا بشكل تلقائي على عملاء هذه المنظمات ومستفيدها، وكذلك سيكون له أثر في زيادة ربحية الجهات التي تسعى إلى تحقيق عوائد مادية كبيرة. ولعل دمج بعض برامج التواصل الداخلي مع برامج المسؤولية الاجتماعية يحققان أهدافا في تعزيز انتماء الموظفين إلى منظماتهم وينمى لديهم روح المسؤولية الاجتماعية بين الموظفين، خاصة عندما تلامس هذه البرامج مع حاجاتهم وتنمى لديهم روح العطاء للمجتمعات، التي يعيشون فيها، وكجزء من الاهتمام بالموظفين برزت تجارب لبعض الجهات المميزة، التي أظهرت اهتماما كبيرا بموظفيها عبر إقامة برامج مميزة يساهم فيها موظفو هذه الشركات وقياداتهم لتكون برامج مسؤولية اجتماعية مستدامة، ومثال ذلك ما تقوم به كثير من الشركات الصناعية في مدينة الجبيل الصناعية في مجال المسؤولية الاجتماعية في إيجاد برامج هادفة مستدامة لخدمة المجتمعات التي تعمل بها، بل إنها تتفاعل مع الحملات التي تطلقها الدولة أعزها الله وتقوم بأدوار مهمة في تحقيق أهداف هذه الحملات، مثل حملة السعودية الخضراء، التي تفاعلت معها هذه الشركات وأنتجت مجموعة من البرامج بالتعاون مع الهيئة الملكية بالجبيل والجهات الحكومية الأخرى، التي تعمل في المنطقة، وبرامج المسؤولية الاجتماعية لم تصبح خيارا لكثير من الشركات، بل هي مطلب مهم تسعى هذه الشركات لتحقيق أكبر قدر من الفائدة لبرامجها وللمجتمعات، التي تعمل من خلالها، والتكامل في برامج المسؤولية الاجتماعية أصبح مطلبا مهما خاصة للشركات التي تعمل في منطقة واحدة، حيث إن تضافر جهودهم في هذا المجال قد ينتج منه برامج مستدامة تحقق الفائدة الكبرى للمستفيدين بدلا من مشاريع مبعثرة هنا وهناك، ولا يكون لها أثر واضح، أو أن أثرها يكون محدودا على عدد أو فئة من المستفيدين مما لا يحقق الأهداف المنشودة، ولعلنا ندعو هنا القائمين على برامج المسؤولية الاجتماعية على الانفتاح على أقرانهم من الشركات المماثلة لهم للاستفادة من تطبيق برامج مشتركة تحقق أهدافا أوسع للجهتين وللمجتمع المحلي، الذي تنفذ فيه هذه البرامج.

@dhfeeri