عبدالرحمن السليمان

مبكرا كانت روحها الفنية وموهبتها محرضا على الرسم فالتعلق به. طموح واصلت به شغفها بالفن وإنجاز ما يحقق رغبتها في التعبير عن نفسها، أتذكر اتصالها بي وكانت تبحث عن جهات وفرص تعرض من خلالها أعمالها، فسألتها عن عبدالحميد البقشي، وحاولت إرشادها لأقصر الطرق.

البقشي عائلة أحسائية عريقة بعض أفرادها درستُ معهم والبعض الآخر عملت، بينهم الفنان التشكيلي والمصور الضوئي والكاتب والمثقف والطبيب ورجل الدين. لم تقف تغريد في بحثها عن المتاح، فتواصلت مع ما يمكنها لتقديم نتاجها الفني.

مبكرا من عمر تجربتها وفي الأحساء أقامت في قاعة بمقر جمعية الثقافة والفنون أول معارضها الفردية، واستقبله الجميع بفرح وبولادة فنانة أحسائية. ومعه كان خروجها من مدينتها فتواصلت مع جماعة الفن التشكيلي في القطيف وعرضت في بعض معارضها وواصلت الحضور وتحقيق الطموح بمشاركات مختلفة وعروض فردية بين الخبر وجدة والرياض. وانتخبت في العام 2007 عضو مجلس إدارة في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية. كانت أسرتها تقف بجانبها ابتداء بوالدها الرجل الفاضل، وزوجها صاحب الخلق الرفيع، كان أحدهما يرافقها في رحلاتها الفنية ومشاركاتها خارج الأحساء. رسمت في بداياتها المناظر المحلية والأماكن متأثرة ببعض الاتجاهات السائدة في المنطقة، وسعت من خلال استعارتها للوجه الأنثوي التعبير عن المرأة وهو موضوعها الأثيري ونهجها المتواصل كما ربطت بعض مواضيعها ببيئتها الأحسائية، التقت في بداياتها مع آخرين لكنها سعت إلى التوجه إلى ما يمكن أن يميزها فرسمت عن المرأة وعلاقتها بما حولها وعن قيادة السيارة والزرع وغيرها، وأقامت معرضا يعنى بالسفر وكانت الحقيبة عنصرها الموحد. واصلت اهتمامها بالفكرة وحاولت إخضاع العناصر لها. تلون بفرح خاصة عندما ترسم المرأة والبساتين والأشجار وكأنها في رحلة أحسائية ممتعة بألوانها وعناصرها المتنوعة التي تمنح عملها بهاءه وجماله.

SOLIMANART@GMAIL.COM