صالح بن حنيتم

مع بداية العام الدراسي نحمد الله على عودة الحياة إلى طبيعتها كما كانت قبل أزمة كورونا ونسأل الله أن يوفق جميع الطلاب والطالبات ويكتب الأجر للمعلمين والمعلمات وأن يرزق أولياء الأمور من الآباء والأمهات بر الأبناء والبنات.

مع أول يوم دراسة لابد من وجود الازدحام وتكمن مشكلة الازدحام عند كل مدرسة في أننا أمام مكان وزمان محدد فالجميع حريص على أن يصل إلى المدرسة في الصباح ووقت الانصراف، وما يزيد المشكلة أكثر زيادة أعداد المركبات الخاصة خصوصا أمام مدارس البنات التي صممت أغلبها قبل صدور الأمر السامي للسماح للسيدات بالقيادة لذا لا نجد أمام تلك المدارس ما يكفي من المواقف للطالبات والمعلمات، وهناك مشكلة أخرى (عويصة) أنانية البعض كل همهم الوصول للمدرسة دون احترام المسار أو إعطاء الأولوية للحافلات، وهنا تبرز أخلاقيات من ينظر للأمر بعمق ليخاطب نفسه قائلا تأخر طالب واحد أقل ضررا من تأخر خمسين طالبا في الحافلة وفي النهاية الجميع سيصل لوجهته، ولذا نجد الاختلاف بين الناس في صبرهم وما يتمتعون به من ذوق أو تغلب عليهم الأنانية والأمر يتفاوت في نسبته وعلى فكرة أغلب الدوائر الحكومية تسمح للموظف أن يتأخر أول يوم دراسة وهذا التسامح من تلك الإدارات يساهم في التخفيف من الازدحام بطريقة غير مباشرة، لأنه من يشاهد المنظر مع كل صباح يجد أمامه خمس فئات من الناس متجهة نحو المدارس، مركبات المعلمين والمعلمات، مركبات الطلاب والطالبات مركبات يقودها سائقون خاصون، مركبات أولياء الأمور وأخيرا الحافلات، ومن خلال هذا المشهد قد نشاهد انسيابية حركة مرورية تعكس رقي وصبر الجميع وقد يكون العكس، إذن لابد من الصبر وإعطاء الأولوية لمن سبق في المسار وعدم التجاوز حتى لا نغلق الطريق على من يريد الخروج ولا نستغني عن وجود رجال المرور مشكورين لتنظيم الحركة المرورية وتأتي أهمية تواجد رجال المرور في الطرق المؤدية للمدارس وخاصة عند المداخل والمخارج مع أول يوم دراسي من أجل ضمان انسيابية الحركة المرورية، هناك عدة عوامل مسببة للازدحام حتى لا نلقي باللوم على السائقين فقط، منها على سبيل المثال هناك بعض المدارس ينقصها التخطيط الهندسي ربما لأنها مستأجرة ولم يؤخذ بالحسبان قبل الايجار هل موقع المدرسة مناسب وهل تتوافر المواقف وهل تصميم وهندسة المداخل والمخارج آمنة وتسمح بانسيابية الحركة المرورية في أوقات الذروة ولا ننسى الكثافة السكانية في بعض الأحياء.. إلخ.

وأكرر ما قلته في أكثر من مناسبة، إذا كانت عقول السائقين راقية وخالية من الازدحام سينعكس ذلك الرقي على الشارع والعكس صحيح لأن زحام العقول أخطر من زحام الطرق وسلامتكم..

Saleh_hunaitem@