علي اليوسف

من خلال العمل الإعلامي لسنوات، تصادفنا العديد من الشخصيات الرياضية من إداريين أو مدربين يعملون بجد واجتهاد سواء مع أنديتهم أو المنتخبات الوطنية، ويحققون النجاحات في عملهم لأنهم يعملون بإخلاص وتفان، لكنهم في النهاية لا يحبون الظهور الإعلامي كثيرا أو الحديث هنا وهناك عن الإنجازات التي تتحقق بمشاركة جهودهم، في الوقت الذي يظهر هذا وذاك إعلاميا وهم لا يحققون حتى الربع من عمل الشخصيات العاملة التي لا تحب الظهور إعلاميا.

مثل تلك الشخصيات تحتار في التعامل معها، فهي من جهة تستحق الإشادة نظير إخلاصها للوطن والعمل دون كلل أو ملل، ومن جهة ثانية فأنت لا تستطيع أن تأخذ معها انطباعها أو الحديث حول أي منجز إلا بإذن منها، وهنا نجد أنها لم تأخذ حقها الطبيعي في العمل الرياضي من حيث الظهور وإبراز الجهود، وبذلك نجد حقها مهضوما بدرجة كبيرة، لكنها راضية بذلك الحال الذي تعيشه بموافقة منها!

البعض يتساءل من المقصود بتلك الشخصيات، ولكن الرياضي المتابع يستطيع تمييزها في كل الاتحادات والأندية الرياضية، فهي شخصيات عملها يتحدث عنها، لا هي تتحدث عن نفسها، متواجدة تعمل بصمت، تحترق في سبيل رفع اسم ناديها وبلدها، لديها الكثير من الطموح في التقدم، ومتى ما أسندت لها عملا تجدها تتابع وتعمل وتخطط وفي النهاية ترسم طريق النجاح بدون تقصير، بل لإسعاد من حولها من مسؤولين وجماهير، لا تنتظر كلمة شكر أو شهادة تقدير، فقط تنتظر الفرصة لإشراكها في العمل أيا كان نوعه ويتناسب مع قدراته، ابحثوا عنهم في أنديتكم أو منتخبات الوطن ستجدونهم، ولعل المستقبل كفيل بتسديد حقوقهم بالظهور والبروز الإعلامي حالهم حال غيرهم.