ترجمة: إسلام فرج

ردود الفعل الغربية العاجزة تشجع «الملالي» على مواصلة مؤامراتهم

حذرت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية من خطورة تجاهل نمط إرهاب الدولة الذي تمارسه إيران.

وبحسب مقال لـ «مارك والاس» و«نورمان رول» و«فرانس تاونسند»، انهارت النظرية التي تبنتها مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية لسنوات عديدة؛ بأن طهران لن تستهدف الولايات المتحدة إلا في حالة الحرب، في عام 2011 عندما أحبط مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤامرة إيرانية لقتل سفير المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت في الولايات المتحدة.

وتابع المقال: ظل الاستعداد لإلحاق إصابات جماعية موضوعا مشتركا في إرهاب «الدولة» الإيراني، وأضاف: في عام 2018، كانت هناك خطة إيرانية فاشلة لتفجير تجمع معارضين في باريس ستقتل المئات، بمن فيهم مسؤولون أمريكيون سابقون، ورغم أنه تم القبض على الجناة ومحاكمتهم وإدانتهم في المحاكم الأوروبية، لم يتم اتخاذ أي إجراء جاد ضد طهران.

وقف المؤامراتومضى مقال الكُتاب الثلاثة يقول: في الآونة الأخيرة، أحبط مكتب التحقيقات الفيدرالي محاولة خطف وقتل الناشطة الإيرانية الأمريكية مسيح علي نجاد في بروكلين، وتدخل لوقف مؤامرة قتل من الحرس الثوري ضد مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، وعطل خطة لاغتيال وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، هناك تهديدات متعددة ضد مواطنين آخرين ومسؤولين أمريكيين سابقين، بما في ذلك وزير الدفاع السابق مارك إسبر.

وتابع: نما استهداف إيران الممنهج للأمريكيين إلى مستوى غير مسبوق، وجدت دراسة حديثة أجراها معهد «واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» لعمليات الاغتيال والاختطاف وعمليات المراقبة المتعلقة بإيران، والتي تستهدف المصالح الأمريكية والغربية، ما لا يقل عن 105 حالات منذ عام 1979.

وأضاف: وقع غالبية هذه العمليات في العقد الماضي، لا يوجد مثال مشابه لدولة أخرى تستهدف المواطنين على الأراضي الأمريكية، للتوضيح؛ هذا النشاط ليس إرهابا فرديا أو تقوم به جماعة إرهابية أو دولة راعية للإرهاب، هذا عمل تقوم بهد دولة إرهابية، بينما نعتقد اعتقادا راسخا أن استهداف المواطنين الأمريكيين يشكل عملا حربيا، فإننا نفكر في عدد الأمريكيين الذين يجب استهدافهم أو قتلهم حتى يعترف الرافضون بأن مثل هذا العدوان يشكل عملا حربيا، هل مطلوب مقتل 2 أم 5 أم 10 أم 100؟

وأردف المقال: نرى ردود الفعل على الإرهاب الإيراني متشابهة في طبيعتها وعجزها، حيث تتم محاكمة العملاء الإيرانيين الذين تعرضوا للاختراق من قبل سلطات إنفاذ القانون، ويتم فرض عقوبات في بعض الأحيان ضد المصالح الإيرانية رغم عدم وجود أصول مالية في الغرب، ويصدر صناع السياسة بيانات صحفية يزعمون فيها أن نجاح الهجوم سيقابل بعواقب وخيمة.

إرهاب إيران

ولفت المقال إلى أن العواقب الضئيلة أو المعدومة تضمن استمرار إيران في التخطيط لمثل هذه الهجمات، مشيرا إلى أنه دون عواقب، يتواصل إرهاب «الدولة» الإيراني، وتملي وتيرته موارد طهران وقدرة الحكومات الغربية على إحباط العمليات.

ومضى يقول: تاريخيا، كانت سياسة الإرهاب الأمريكية أكثر جرأة، في عام 1993، سمح الرئيس كلينتون بشن هجوم على المخابرات العراقية كرد «حازم ومتناسب» على محاولة العراق اغتيال الرئيس السابق جورج بوش، ومع ذلك فإن الرد العسكري ضد إيران يدان بشكل روتيني من قبل البعض الذين يجادلون بأن أي عملية عسكرية من هذا القبيل ستتصاعد إلى صراع تقليدي، غالبا ما تصف هذه الأصوات أولئك الذين يختلفون مع هذا الموقف بأنهم دعاة حرب، ما يخنق النقاش السياسي الذي طال انتظاره.

وحذر المقال من أن عواقب النهج الحالي تعزز اعتقاد طهران بأنها تستطيع التصرف مع الإفلات من العقاب وتقويض مصداقية الولايات المتحدة، وتابع: إذا لم ترد واشنطن على أعمال إرهاب الدولة التي تشكل عملا حربيا على وطنها والهجمات الصاروخية على البلدان التي تضم الآلاف من مواطني الولايات المتحدة، فإن الحلفاء والشركاء سوف يشككون حتما في مصداقية واشنطن.

ونبه إلى أن الفشل في الرد على هذه الأعمال الحربية يؤدي إلى زيادة احتمالية وقوع المزيد من هذه الأعمال الحربية، وبالتالي احتمال نشوب حرب.

وأضاف: الخطر الكبير يأتي من السياسة التي تعزز اعتقاد طهران بأن هجماتها قد تتم دون تكلفة.

خطوات أمريكيةواقترح المقال عدة خطوات وصفها أنها تستحق الدراسة الفورية، أولها ضرورة رفض منح الرئيس الإيراني وممثليه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة واستخدام هذا الحدث لحشد الدعم ضد إرهاب الدولة الإيراني.

وأردف: لإرسال رسالة واضحة، يجب على الولايات المتحدة تصنيف المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي كإرهابي.

وتابع: قيل الكثير عن علاقتنا المتجددة مع أوروبا وشركائنا العرب، يجب أن نعمل مع هذه الدول لضمان رفضها للقاءات مع كبار الدبلوماسيين الإيرانيين والتأكد من أن إيران تدرك أن عزلتها الدبلوماسية هي نتيجة إرهاب الدولة.

وأضاف: يجب أن ننصح إيران بشكل لا لبس فيه أننا نعتبر إرهاب الدولة ضد الأشخاص الأمريكيين عملا من أعمال الحرب، في غياب استجابة سياسية حازمة لردع إيران، قد يؤدي المزيد من الهجمات إلى إشعال الصراع التقليدي الذي نرغب جميعا في تجنبه.

واستطرد: يجب أن نتوقع هجمات على قواتنا في العراق أو سوريا لاختبار صمودنا، ومع ذلك فإن النهج الجاد متعدد الجوانب سيشعل الجدل بين القيادة الإيرانية حول ما إذا كان إرهاب الدولة يستحق التكاليف المحتملة، بما في ذلك الصراع العسكري.

واختتم بقوله: في غياب مقاربة مختلفة لعدوان طهران، فإننا نجازف بأن تحرز إيران نجاحا كارثيا لا يمكن اعتباره سوى عمل حربي يؤدي إلى حرب، ينبغي ألا يكون ضبط النفس هو السبب الأساسي لهذه النتيجة الكارثية.