عبدالعزيز العمري - جدة

رصدت محطات الشبكة الوطنية بمركز المخاطر الجيولوجية في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أمس، في تمام الساعة 9:34 صباحا هزة أرضية بقوة 3.62 على مقياس ريختر جنوب غرب الباحة وتم إرسال فريق متخصص لمعاينة المنطقة. فيما أكد مختص أن الهزة بلا تبعات لوقوعها بمنطقة صخرية صلبة.

مناطق صخريةوقال أستاذ الجيوفيزياء والمشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود، د. عبدالله العمري، إن الهزات التي تقع في منطقة الدرع العربي في الباحة والنماص وأبها لا تتجاوز 4 درجات بمقياس ريختر، وليس لها تبعات ارتدادية كونها تحدث في مناطق صخرية صلبة يصل عمرها إلى 800 مليون عام، ويكون لها صوت يشعر بها سكان تلك المناطق.

الدرع العربيوأضاف: منطقة الباحة تمثل جزءا من الدرع العربي وسمك القشرة الأرضية بها تتجاوز 35 كيلو وتحتوي المنطقة على صدوع قديمة جدا، وتستعيد هذه الصدوع نشاطها من فترة لأخرى وتكون لعدة أسباب منها شق الأنفاق وتفجيرات صخرية، مما يؤدي إلى خلخلة في طبقات القشرة وتمتلئ بالمياه مما يتسبب بالانزلاقات الأرضية التي تحدث من فترة لأخرى وهي نادرة الحدوث، ولكن الأكثر حدوثا ما يحدث من الصدوع المستعرضة في البحر الأحمر بكل الاتجاهات، والتي نشأت في العصر الثالث في المرحلة الثانية من انفتاح البحر الأحمر وهي عند حدوثها تستمر وتنقطع في سهول تهامة ولا تصل إلى الدرع العربي، ولكن نتيجة النشاطات في البحر الأحمر تؤدي إلى تنشيط الصدوع القديمة في الباحة وأبها والنماص بين فترة وأخرى، وتعتمد قوة الهزة على قوة الزلزال الحاصل في البحر الأحمر.

تنشيط الفوالقمن جهته، أرجع المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية طارق أبا الخيل، سبب حدوث الهزة الأرضية بمنطقة الباحة إلى تأثير قوى الشد بمنطقة وسط البحر الأحمر والتي ينتج عنها إجهادات تكتونية تنتقل إلى القشرة الأرضية بالمناطق المجاورة للبحر الأحمر، مثل منطقة الباحة وغيرها بالمملكة، مما يتسبب في إعادة تنشيط الفوالق الموجودة بالقشرة الأرضية لتلك المناطق مسببة حدوثا مثل هذه الهزة.

خاطر جيولوجيةوقال: من الطبيعي أن تحدث هزات أرضية ويشعر بها سكان المنطقة نظرا إلى قربها من المناطق السكنية وعمقها الضحل، ولا يتوقع حدوث أي خسائر -لا قدر الله- بسبب صغر قوتها الزلزالية على مقياس ريختر، مؤكدا أن فريقا متخصصا من مركز المخاطر الجيولوجية بالهيئة توجه فورا للوقوف على موقع الهزة وإجراء الاستبيان لمعرفة مدى أثر هذه الهزة على المنشآت في القرى والمدن المجاورة لبؤرة الهزة، وكذلك لإجراء الدراسات الفنية اللازمة لإعداد التقرير الفني بالنشاط الزلزالي الحديث والتاريخي لهذه المنطقة، مشيرا إلى أن هذه المنطقة سبق وأن تعرضت لحدوث نشاط زلزالي صغير من حيث القوة الزلزالية.