الوزن يقارب الـ200 كيلو.. والحالة حرمان من ممارسة الحياة الطبيعة.. هكذا يمكن تلخيص حالة الشاب حامد فرج الذي انتشرت قصته خلال الأسابيع الماضية عبر موقع تويتر، مناشدًا المساعدة في حل مشكلته بعد أن فشل في التخلص من الوزن الزائد.
أصبح حامد البالغ من العمر 19 عامًا، لا يستطع القدرة على النوم ليلًا بانتظام، ولم يقدر على المشي بشكل سليم، إذ أنهكته السمنة وأثّرت على قدمه اليمنى، وسرعان ما انتشرت قصته وجاب هاشتاج علاج حامد موقع التغريدات القصيرة، أملًا في حل مشكلته.
لم يجد الشاب السعودي الذي يعمل حارس أمن، ملجأ سوى السوشيال ميديا لحل مشكلة سمنته التي تزيد يومًا بعد يوم، على مدار 5 سنوات، خصوصًا أنه لم يصل لحل.
لاقت قصته تفاعلًا كبيرًا بعد انتشارها، وسرعان ما استجاب له استشاري جراحة السمنة الدكتور نايف بن عبد الله العنزي، وهو ما أحدث ثناءً واسعًا بين الناس.
ونشر الطبيب تغريدة أكد فيها إجراء عملية تكميم للشاب حامد تكلّلت بالنجاح، وأرفق مقطع فيديو أظهر الشاب ضاحكًا بعد العملية يتمتع بصحة جيدة، معلّقاً عليه: الحمد لله على سلامتك وفالك الرشاقة يا حامد.
حامد واحد من بين 31% يعانون من زيادة الوزن و28.7% يعانون من السمنة المفرطة، بنسبة إجمالية 59% بين السعوديين، وذلك في الفئة العمرية من 15 عامًا فما فوق لعام 2020، بحسب وزارة الصحة بالمملكة.
من بين هذه النسبة الكبيرة هناك من يحاربون السمنة ويسعون للتخلص منها، حتى يستطيعون ممارسة حياتهم بحرية ودون شعور بالعجز، فضلًا عن الوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة.
في التقرير نستعرض نماذج استطاعت بشكل أو آخر التخلص من زيادة الوزن، وأهم التحديات التي واجهتهم وأساليب التغلب عليها، فضلًا عن كيفية الإصرار على تغيير نمط حياتهم للعيش بصحة أفضل.
إرادة قوية.. خسر 80 كيلو في 10 أشهر
اتخذ جاسم البريمان العزيمة والإصرار عنوانًا للوصول إلى الوزن المثالي في نحو 10 أشهر فقط، حتى جعل الكثيرين يتساءلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول سر قدرته على تحقيق هدفه وخسارة وزنه في هذا الوقت المثالي.
ظلّ جاسم البريمان يعاني من السمنة المفرطة لسنوات، وسبّب له العديد من الأمراض، لذا انطلق في رحلة إنقاص الوزن.
وحين بدأ ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي كان وزنه يزيد عن 153 كجم وكتلة جسمه 53 وهي نسبة خطيرة، أجبرته على اتخاذ الخطوة تجنبًا للإصابة بالأمراض المزمنة، واستطاع بالفعل خسارة أكثر من 80 كيلو من وزنه خلال 10 أشهر.. لكن كيف حقق ذلك؟
قبل رحلة خسارة الوزن خضع البريمان لجراحة تكميم معدة، واتبع خطوات بسيطة تتمثل في أسلوب وعادة تناوله للطعام الصحي، وأيضاً ممارسة الرياضة بانتظام، مع الحفاظ على شرب الكثير من الماء على مدار اليوم.
تمكّن بالفعل إلى الوصول بوزن 70 كيلو، واستطاع أن يمارس حياته بشكل طبيعي ومنها الصلاة مثلاً، وأصبح لا يحتاج إلى استثناء لأداء أبسط المهام اليومية.
وتخلى جاسم عن جهاز التنفس الصناعي بعد أن صار ينام بشكل طبيعي، وكذلك ترك العكاز الذي لازمه طيلة أيامه مع السمنة، بل ويمارس الرياضة بسهولة وراحة.
600 كيلو دهون
من بين القصص التي أخذت اهتمامًا كبيرًا، حالة الشاب خالد الشاعري، الذي تجاوز وزنه 600 كليوجرام، في العام 2013، وبعد 3 سنوات تحدى فيها السمنة ظهر بعد فقدانه لأكثر من 80% من وزنه أي ما يعادل نحو 500 كيلو.
وفي العام 2013 كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وجه بعلاج الشاب، وتم نقله وقتها إلى أحد المستشفيات المتخصصة بالعاصمة الرياض، عبر ونش وبواسطة الدفاع المدني.
محمد البشير: من 200 لـ85 كيلو
قصة كفاح أيضا للشاب محمد بشير استعرضها تقرير لقناة الإخبارية السعودية، في التخلص من السمنة وإنقاص الوزن من 200 إلى 85 كليوجراما.
محمد يقول إنه اكتسب وزنه الضخم على مدار 15 سنة من 110 حتى وصل لـ200 كيلو، متابعاً: أصبحت شخصًا لا يتحرك ولا يمشي ولا يستطيع صعود السلم.. وكان العامل هو من يساعدني في كل أمر أفعله.
وأوضح أنه أجرى عملية تكميم، ثم مارس الرياضة بشكل منتظم، ومنها تمكن من فقدان نحو 125 كليو من وزنه، واستطاع أن يمارس حياته بطبيعية من دون أي معاناة.
30 ألف عملية تكميم معدة في السعودية سنويا
وأجرى ما يقارب من 30 ألف سعودي عمليات تكميم المعدة في العام 2020 من أعمار تتراوح ما بين 18 لـ65 عامًا.
واحتلت السيدات النصيب الأكبر بنسبة 70%، أجرت منها وزارة الصحة 2400 عملية جراحة سمنة، مثلت نسبة عمليات التكميم منها 85%، والعمليات الأخرى موزعة على 20 مركزًا معتمدا لجراحات السمنة في المملكة.
وتبلغ قيمة عملية تكميم المعدة بحسب ما أعلن الدكتور عايض القحطاني، استشاري جراحة السمنة والمناظير، في تصريح صحفي ما يقارب نحو 20 ألف ريال، ما يعني نحو 600 مليون ريال سنوياً على هذه العمليات.
يوسف رحلة من الإحباط إلى الإصرار
أيضًا رحلة طويلة من الإحباط والتجارب الصعبة كلّلها يوسف السليمان بالنجاح بعد التخلص من 90 كيلو من الشحوم الزائدة، بدأها بتجارب من مختصين لكن حينها كان يفقد للإرادة، ويعود للطعام غير الصحي ويبتعد عن ممارسة الرياضة.
يوسف السليمان صاحب الـ24 عاما، اتخذ قرارًا بالتخلص من الدهون الزائدة بعد أن بادره أحد الأشخاص كان يجلس إلى جواره في أحد المقاهي بالرياض وقال له: ما فكرت تخفف وزنك، ثم أخرج إليه هاتفه ليريه صورته السابقة حين كان وزنه 190 مقارنة بوزنه الحالي 100 كيلو.
كان هذا الموقف بمثابة شحذ همة لـيوسف الذي قال في تصريح صحفي، إنها المرة الأولى التي يرى فيها شخص استطاع التخلص من الدهون الزائدة، وبدأ يسأله من أين أتته الإرادة والعزيمة، وما هو نظامه الغذائي والصحي والرياضي والنفسي؟
من هنا بدأ يفكر في التخلص من الوزن بعد أن التزم بممارسة الرياضة لمدة 45 يوميًا وحين وجد فارقًا في الوزن من 156 لـ144 كليوجراما.
ووجد يوسف بوادر النجاح تتحقق وهو أمر بالنسبة له يدعو للحماس والإصرار للاستمرار، وبالفعل هذا ما حدث توالت النتائج الإيجابية إثر بعضها وبدأ التحفيز النفسي يضخ من بوابة العقل، وصار ممارسا رياضيا لم ينقطع منذ سنوات، سنة وعشرة أشهر فقط هو الوقت الذي قضاه يوسف ليخسر أكثر من 90 كيلو.
أين تذهب الدهون بعد فقدان الوزن؟
وتتحول الدهون بعد فقدان الوزن إلى ثاني أكسيد الكربون والماء، وحين تزفر ثاني أكسيد الكربون يمتزج الماء في الدورة الدموية حتى يفقد على شكل بول أو عرق.
إذا فقدت 10 كيلو من الدهون، فإن 8.4 كيلو بالضبط يخرج من رئتيك ويتحول الباقي 1.6 كيلو إلى ماء، بمعنى آخر، يتم الزفير تقريبًا كل الوزن الذي نخسره، وفق ما أورد CNN.
هذا يفاجئ الجميع تقريبًا، لكن كل شيء نأكله تقريبًا يعود عبر الرئتين، ويتم تحويل كل كربوهيدرات تهضمها وكل الدهون تقريبًا إلى ثاني أكسيد الكربون والماء.
يشترك البروتين في نفس المصير، باستثناء الجزء الصغير الذي يتحول إلى يوريا ومواد صلبة أخرى، والتي تفرزها كبول.