د. شجاع البقمي

shujaa_albogmi@

تتجه الأنظار يومي الإثنين والثلاثاء من هذا الأسبوع نحو النسخة الأولى من منتدى المحتوى المحلي، بمشاركة أكثر من 45 جهة من كبرى الشركات الوطنية ومنشآت القطاع الخاص والجهات الحكومية، وذلك بهدف استعراض الإنجازات والمبادرات الوطنية في تنمية المحتوى المحلي، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات الإستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، واستعراض الفرص الاستثمارية التي من شأنها تنمية المحتوى المحلي في مختلف القطاعات المحلية.

هذا الحدث المهم والذي تنظمه هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، بات يقف على أرض استثمارية صلبة، في مختلف القطاعات، وفي شتى المجالات، فعلى سبيل المثال القطاع الصناعي في المملكة وفي ضوء رؤية 2030، هذه الرؤية الوطنية الطموحة وبرامجها الوطنية المنبثقة منها مثل برنامج «صنع في السعودية»، بات هنالك العديد من الصناعات الوطنية التي يمكن الاعتماد عليها في تنمية المحتوى المحلي، وهو اعتماد سيزيد بإذن الله من عام لآخر، حتى نصل إلى مستهدفاتنا فيما يخص تنمية المحتوى المحلي.

لمن يسأل ما المقصود بالمحتوى المحلي؟ بكل اختصار هو إجمالي الإنفاق في المملكة من خلال مشاركة العناصر السعودية في القوى العاملة والسلع والخدمات والأصول الإنتاجية والتقنية ونحوها... ولتبسيط هذا التعريف، فهو يعني أن نحافظ على أكبر قدر ممكن من المال المنفق على المشتريات داخل المملكة من قبل الفئات المستهدفة من أفراد مجتمع وشركات وجهات حكومية، وذلك من خلال توجيه هذا الإنفاق على العناصر السعودية التي تمثل المحتوى المحلي.

المنتدى الذي ينعقد في الرياض هذا الأسبوع بإذن الله، يمثل إحدى المبادرات الإستراتيجية لهيئة المحتوى المحلي، ويهدف إلى أن يكون منصة لرفع الوعي وتبادل الخبرات وتمكين القدرات المحلية، وذلك عبر تفعيل الشراكات والفرص الاستثمارية، والإسهام في التوعية بمفهوم المحتوى المحلي، وإبراز قصص النجاح لدى القطاعين العام والخاص.

وسيسهم المنتدى في ترسيخ أثر المحتوى المحلي ونشر ثقافته كمشارك رئيسي في تعزيز الإمكانات المحلية لتنمية الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى التركيز على استعراض فرص تنمية المحتوى المحلي، وأحدث الممارسات والأساليب المتبعة في توطين الصناعات ونقل المعرفة، وتبادل الخبرات بين الشركات الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة.

ويعتبر عقد هكذا ملتقيات نوعية ركيزة مهمة على صعيد توحيد الجهود والآراء في سبيل تحقيق مستهدفات مهمة، فالاعتماد على المحتوى المحلي بشكل أكبر يعني نموا أكبر للاقتصاد ويخلق العديد من فرص الاستثمار ويفتح آفاقا جديدة للاستثمار في قطاعات واعدة وجاذبة.

ختاما... من المهم التأكيد على أن تنمية المحتوى المحلي باتت هدفا وطنيا مهما، وعليه فإن الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه سيكون لها بإذن الله انعكاس إيجابي أكبر على حيوية الاقتصاد وقوته ومعدلات نموه، كما أنه يحفز في الوقت ذاته القطاع الخاص على مزيد من النمو والتطور والنجاح.