مطلق العنزي

@malanzi3

العلامات التجارية، و«الماركات» تمثل شركات تجارية، وأحيانا تصنع في بلدان أخرى غير بلدان المنشأ، بقواعد العلامة التجارية ونهج التسويق والتوزيع، وخدمة ما بعد البيع. وتطبق الفروع حرفيا ثقافة وقواعد المنشأ.

عالم الميليشيا هو نظير آخر للتسويق التجاري، والميليشيات هي «علامات» تجارية أيضا بمهمة سياسية، تابعة لدول، ويجري استنساخها وتأسيس فروع لها في بلدان أخرى، بأسوأ مواصفات المنتج الأم، وبنفس أساليب التسويق والاستهلاك.

حزب الله في لبنان والعراق والحوثيون في اليمن، وميليشيا «بدر» و«العصائب» و«النجباء» في العراق وسوريا وميليشيات أخرى في أفريقيا، تمثل وكالات وماركات تجارية للحرس الثوري الإيراني، وتقدم نفس المنتج، بثقافة تسويق واحدة، وشعارات موحدة، وتردد معاداة السعودية وإسرائيل وأمريكا بأسلوب غبي وغوغائي، وتردد الولاءات للمرشد الإيراني وتمجد الخمينية، وتعتمد نهج التدريب والتسويق وخدمة الاستهلاك في الحرس الثوري ودعاياته ومبالغاته وتلفيقاته، بل تستنسخ ثقافة نظام الولي الفقيه، في إدارة مناطق السيطرة، واستعراض السلاح وتهديد المجتمعات ومهارات خداع الجماهير وتضليلها.

ولأن إدارة الدولة في إيران، شللية شمولية فاسدة، سيئة ومتخلفة، حافزها نجاح النظام وليس الدولة. وتسيطر عليها تراتبية ثقافة العمائم والولاء للمرشد، فإن عبقرية نظام إيران الوحيدة المتفوقة هي صنع الميليشيات، لهذا نجد ميليشيات إيران تنتهج بدورها إدارة فاشلة وفسادا واسع النطاق في إيران وفي البلدان التي تخضع لنفوذ ميليشياتها. وهذا طبيعي، فهي، بطبيعتها، تعادي الدولة، وتتفرغ لترديد الشعارات العدوانية للخصوم والتهديد بالسلاح، والدعايات المخدرة للولائيين.

ميليشيات إيران تسيطر على خيارات الناس، بقوة السلاح، في العراق ولبنان وسوريا واليمن، لا تفكر بأي برنامج مدني، ولا تحسن الإدارة المدنية، وخطتها المنهجية الوحيدة هي زرع الفتن وجعل الاضطرابات يومية وطبيعية وتهميش المجتمعات المنكوبة بالاحتلال الإيراني، لجعلها فقيرة وفاشلة ومعتمدة على إيران وتحت سيطرتها، وسوقا لترويج المخدرات والبضائع الإيرانية الرديئة والشعارات الخمينية.

ولا أمل بإنقاذ مجتمعات العراق وسوريا واليمن ولبنان من الفقر والتخلف الإداري والبطالة والتهميش إلا باجتثاث الوباء الإيراني، لتعود هذه البلدان إلى التفكير المدني الصحيح، بالتنمية والصحة وبناء الاقتصاد والجامعات ومنافسة بلدان العالم.

* وتر

لم يعد الفرات العظيم نهرا.. وتتنكر بغداد للرشيد ملك الشمس.

وبيروت الحزنى تنتحب، إذ الأرز مسحوق للرمد، والمتوسط بحر من دموع..

وتقص دمشق الفارهة جدائلها، وتلوذ بالصمت..

وصنعاء تشكو لعيبان غدر الخناجر..