اليوم - الوكالات

بروكسل متمسكة بـ«قنوات اتصال دبلوماسية مفتوحة» مع موسكو

أكد مسؤول أوروبي أنه رغم الأزمة غير المسبوقة في العلاقات مع روسيا، بسبب الأزمة الأوكرانية، فإن «بروكسل» متمسكة بإبقاء قنوات الاتصال الدبلوماسية مفتوحة مع موسكو، التي عاتبت لاحقا الدول الغربية، مشيرة إلى أن عقوباتها هي السبب وراء توقف تدفق إمدادات الغاز عبر خط أنابيب «نورد ستريم 1».

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات للصحفيين ونقلتها وكالة «سبوتنيك» للأنباء: «تعلمون أن مشاكل الضخ (من خلال نورد ستريم) نجمت عن العقوبات المفروضة على بلدنا، وعلى عدد من الشركات من قبل الدول الغربية، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا. لا توجد أسباب أخرى تؤدي إلى مشاكل في الضخ».

وأشار بيسكوف إلى «أن العقوبات أوصلت الوضع إلى درجة أنه لا يمكن صيانة الوحدات ونقلها»، وكانت شركة «جازبروم» الحكومية الروسية العملاقة للنفط والغاز، قد أعلنت يوم الجمعة الماضي أنها لن ترسل بعد الآن غازا طبيعيا إلى ألمانيا، عبر خط أنابيب «نورد ستريم 1»، معللة السبب في ذلك بتسرب نفطي في محطة ضغط.

وقال بيسكوف: «بالطبع، العقوبات ذاتها هي التي تمنع صيانة الوحدات وتمنع نقلها دون ضمانات قانونية مناسبة، ما يمنع تقديم هذه الضمانات القانونية، وما إلى ذلك، هذه هي العقوبات ذاتها التي فرضتها الدول الغربية، هم الذين أوصلوا الوضع إلى النقطة التي نراها الآن».

في غضون هذا، صرح مصدر دبلوماسي في بروكسل بأن الاتحاد الأوروبي خطط لتغيير رئيس بعثته في موسكو، حيث غادر الدبلوماسي الألماني ماركوس إيدير روسيا، وفي المستقبل القريب سيتولى المنصب السفير الفرنسي السابق في ماليزيا، رولان غالياراغ، لافتا إلى الموافقة على تعيينه من قبل مفوض الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل في يونيو.

ممثل «الأوروبي» للشؤون الخارجية يلتقي برئيس الوزراء الأوكراني في بروكسل (د ب أ)

الطرق الأخرى

في المقابل، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، أمس الإثنين: إن روسيا يمكنها ضخ المزيد من الغاز إلى أوروبا عبر طرق أخرى بعد إغلاق خط أنابيب «نورد ستريم 1»، لكن موسكو اختارت ألا تفعل.

وقال المتحدث: «إذا كانت هناك مشكلة فنية تعوق الإمدادات عبر نورد ستريم 1، فمن الممكن إن كانت هناك رغبة، توصيل الغاز إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب أخرى. وهذا شيء لا نراه يحدث».

وأضاف المتحدث: «إن هذا السلوك دليل على أن موسكو تستخدم إمداداتها من الغاز إلى أوروبا كسلاح»، وفق تعبيره.

وألقت «جازبروم» عملاقة الغاز باللوم في إغلاق الخط على العقوبات الغربية والمسائل الفنية.

من جهة أخرى، حصدت روسيا 75 % من الأراضي المزروعة بالقمح ليصل المحصول إلى 88.2 مليون طن من القمح، وفقا لوزن الحاويات حتى الثاني من سبتمبر الجاري، مقارنة بـ 66.44 مليون طن في الوقت نفسه من العام الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن وزن الحاويات هو الوزن قبل التجفيف والتنظيف، وزاد المحصول إلى 3.97 طن للهكتار، بارتفاع من 2.99 طن للهكتار قبل عام، بحسب تقرير نشرته وكالة أنباء «إنترفاكس».

وقد يصل الحصاد بعد التجفيف والتنظيف إلى 82.9 مليون طن، بحسب ما نقلته وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن التقرير.

يأتي هذا في وقت نشرت فيه وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين، ملخصها اليومي عن نتائج العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، حيث تواصل القوات المسلحة الأوكرانية محاولاتها الفاشلة على محور «نيكولاييف - كريفوي روغ».

ميدانيا، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي ليل الأحد/ الإثنين، تحقيق تقدم في الهجوم المضاد الذي بدأ الأسبوع الماضي، مشيدا بقواته لاستعادتها قريتين في جنوب أوكرانيا، وثالثة في شرقها إلى جانب المزيد من الأراضي في الشرق أيضا.

القوات الفضائية

وفي مواجهة ذلك، صرَّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الفريق إيغور كوناشينكوف، بأن القوات الجوية الفضائية الروسية وقوات الصواريخ والمدفعية تواصل ضرباتها الدقيقة ضد وحدات واحتياطيات القوات الأوكرانية، لافتا إلى أنها تمكنت ضمن عملياتها خلال الـ 24 ساعة الماضية، من تدمير 11 دبابة و7 مركبات قتال مشاة ،و8 مركبات مصفحة أخرى، و9 شاحنات صغيرة مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة، وتصفية أكثر من 220 عسكريا.

وتابع كوناشينكوف: بالإضافة إلى ذلك، أصابت الأسلحة فائقة الدقة في مناطق قريتي «بيريزنيغوفاتويه» و«موراخوفكا» بمنطقة نيكولاييف نقاط الانتشار المؤقت للواء المشاة رقم 57 الآلي للقوات المسلحة الأوكرانية، كما أسقطت القوات الجوية الفضائية الروسية مروحية من طراز «مي-8» في منطقة قرية «كوتشوبييفكا» بمنطقة خيرسون.

وفي مقاطعتي «فوزنيسينسك» و«أوتشاكوفا» بمنطقة نيكولاييف، قال المتحدث الروسي: تم تدمير مستودعين لأسلحة الصواريخ والمدفعية وذخيرة القوات المسلحة الأوكرانية، حيث تم تخزين أكثر من 1500 صاروخ لراجمات الصواريخ، بما في ذلك أكثر من مئتي صاروخ لراجمات الصواريخ «هيمارس» أمريكية الصنع.

وبحسب البيان: دمرت ضربة فائقة الدقة للقوات الفضائية والجوية الروسية نقطة انتشار مؤقت لوحدة التشكيل القومي المتطرف «كراكن» في منطقة خاركوف، وتمت تصفية أكثر من 30 عنصرا من العناصر القومية الأوكرانية المتطرفة و10 مركبات.

وفي منطقة قرية «كراسنوبوليه» بجمهورية دونيتسك الشعبية، أسفرت الضربات النارية المركزة على مواقع قتالية للواء الهجوم الجوي رقم 81 عن مقتل ما يصل إلى 20 جنديا، وإصابة أكثر من 50 جنديا من القوات المسلحة الأوكرانية.

وخلال الـ 24 ساعة الماضية، تعرضت 6 مواقع قيادة أوكرانية للقصف في مناطق «داتشنو» و«فيليكايا دانيلوفكا» بخاركيف و«سلافيانسك» و«أرتيوموفسك» بجمهورية دونيتسك الشعبية، و«بولتافكو» بمنطقة زابوروجيا و«زيلينودولسك» في دنيبروبيتروفسك، وكذلك 48 وحدات مدفعية، ونقاط تمركز أفراد ومعدات عسكرية بـ 152 مقاطعة.

رجل إطفاء أوكراني يخمد حريقًا بمنزل سكني بعد غارة روسية على بلدة في دونيتسك (رويترز)


تهديد نووي

وأوضح كوناشينكوف في تعميمه اليومي، أن القوات المسلحة الروسية دمرت 5 مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة في مناطق قرى «أندرييفكا» و«سادا» بمنطقة خاركيف، و«دوبروفوليه» و«زيليونويه بوليه» بجمهورية دونيتسك الشعبية، و«نيكولايفكا» بمنطقة خيرسون.

وأبدى أسفه لمواصلة كييف استفزازاتها من أجل خلق تهديد بكارثة نووية متعمدة، رغم وجود ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوروجيا، وقال أيضا: لقد استخدمت القوات الأوكرانية مسيرة على أراضي محطة الطاقة النووية، ثم فقدت السيطرة عليها، وسقطت على بُعد كيلو متر واحد من أراضي محطة الطاقة النووية في زابوروجيا.

بدوره، لم يذكر الرئيس الأوكراني على وجه التحديد مكان وجود المناطق التي استعادتها قواته، ولم يأت أيضا على ذكر موعد الاستيلاء عليها، مكتفيا بالقول: إنه تلقى «تقارير جيدة» في اجتماع يوم الأحد، من قادته العسكريين ورئيس المخابرات.

وفي خطابه الليلي المصور، شكر زيلينسكي قواته على تحرير قرية في منطقة دونيتسك في الشرق، والاستيلاء على أراض مرتفعة في منطقة شرقية أيضا في اتجاه ليسيتشانسك-سيفرسك وتحرير قريتين في الجنوب.

ونشر كيريلو تيموشينكو نائب مدير مكتب الرئيس في وقت سابق أمس الأول، صورة لجنود يرفعون العلم الأوكراني فوق قرية قال: «إنها تقع في المنطقة الجنوبية التي تشكل المحور الرئيسي للهجوم المضاد».

وكتبت تيموشينكو في منشور على فيسبوك فوق صورة لثلاثة جنود على أسطح منازل، وأحدهم يثبت علما أوكرانيا فوق أحدها «فيسوكوبيلا، إقليم خيرسون، أوكرانيا، اليوم».

ويقع إقليم خيرسون إلى الشمال من شبه جزيرة القرم التي اجتاحتها موسكو في فبراير 2014 وضمتها إليها في الشهر اللاحق. وكانت القوات الروسية قد استولت على الإقليم في مرحلة مبكرة من الصراع الحالي.

منتدى دولي

وأعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة لوجانسك في أوائل يوليو الماضي، استيلاءهم على مدينة ليسيتشانسك في إطار معركة للسيطرة على منطقة دونباس، وهي مركز لتعدين الفحم، في شرق أوكرانيا، والتي تضم أيضا مدينة سيفرسك.

وعلى صعيد آخر، يؤكد ربما أن العزلة التي تحاول دول الغرب فرضها على موسكو لم تنجح، ولن تجد قبولا واسعا من القوى العالمية المؤثرة، انطلق أمس الإثنين في مدينة فلاديفوستوك الروسية، منتدى الشرق الاقتصادي، وسط مشاركة دولية واسعة وخاصة من دول آسيوية.

وتستمر فعاليات المنتدى المنعقد في نسخته السابعة، حتى الخميس المقبل، وتشارك في الحدث وفود من أكثر من 40 دولة، ويتوقع أن يجذب أكثر من 4000 مشارك.

ويعكس الموضوع الرئيسي للمنتدى: «نحو عالم متعدد الأقطاب» عمليات التغيير العالمية، التي تؤدي إلى تشكيل نموذج اقتصادي جديد، ويوفر فرصة للحوار مع جميع الأطراف المهتمة.

ويشمل المنتدى جلسات حوار «روسيا - الهند» و«روسيا - فيتنام» و«روسيا - آسيان»، بالإضافة إلى اجتماع لمجلس الأعمال الروسي الصيني ومؤتمر حول الاستثمار والتجارة في منطقة القطب الشمالي.

ومن أبرز أحداث المنتدى مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الفعالية، حيث يلقي غدا الأربعاء، في الجلسة العامة للمنتدى كلمة يتطرق فيها إلى الأحداث الراهنة التي يشهدها الاقتصاد العالمي وحول تنمية الشرق الأقصى.

وسيحضر الجلسة العامة رؤساء وزراء ميانمار وأرمينيا ومنغوليا ورئيس المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني، على أن يشارك عبر الفيديو في الجلسة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس وزراء ماليزيا إسماعيل صبري يعقوب ورئيس وزراء فيتنام فام مينه تينه، وفقا لبيان نشره الكرملين.