اليوم - ترجمة: إسلام فرج

أكدت مجلة «بوليتيكو» خطورة فرض حظر تام على تأشيرات شنغن للروس، الذي تناقشه أوكرانيا ودول البلطيق وفنلندا.

وبحسب مقال لـ«ميخائيل خودوركوفسكي»، وهو سجين سياسي سابق في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن هذ التكتيك الذي يستهدف الضغط على فلاديمير بوتين وزيادة عزلته ستكون له نتائج عكسية.

خطأ جوهري

وأشار الكاتب إلى أن تجريد المواطنين الروس العاديين من القدرة على مغادرة بلادهم سيعوقهم بدلًا من أن يساعدهم.

ولفت إلى أن حجة من يؤيدون هذا التكيتك أن أولئك الذين يدعمون الحرب يجب أن يعاقبوا، بينما من يعارضونها يجب أن يعودوا إلى بلادهم للنضال ضدها.

لكن بحسب الكاتب، فإن رفض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، الموافقة على حظر شامل على تأشيرات دخول الروس، كان صوابًا.

وأكد أن إسقاط الستار الحديدي على الروس سيكون خطأ جوهريًا، مشيرًا إلى أن الأمثلة التاريخية لا تدعم صحة الفرضية القائلة بأن الأشخاص غير المسلحين يمكن أن يسقطوا نظامًا على استعداد لحبسهم وتسميمهم وإطلاق النار عليهم.

ونوه بأن منع الروس المعارضين للحرب من دخول أوروبا سيؤدي ببساطة إلى زيادة عدد ضحايا بوتين.

إطفائيون أوكرانيون يخمدون النيران في أحد المنازل التي طالها القصف الروسي (رويترز)

خيار رهيب

وتابع الكاتب: ستوفر قيود التأشيرات المقترحة للصحفيين الروس والسياسيين المعارضين والنشطاء والشخصيات العامة خيارًا رهيبًا بين دعم الحرب والعيش كالمعتاد، أو التحدث ضدها والحرمان من الحياة الطبيعية إلى حد أن ينتهي بهم الأمر في السجن أو ما هو أسوأ.

وأضاف: إذا تم حرمانهم من طريق الهروب، فلن يختار الكثيرون طريق التحدي والمقاومة.

ومضى يقول: أنا بالتأكيد لا أدعو إلى السماح للروس المتحالفين مع الكرملين بإنفاق أموالهم القذرة في رحلات التسوق في الخارج. لكن سياسة التأشيرات التقييدية بلا رحمة ستزيل صمام أمان حيويًا لخصوم بوتين.

وأردف: سيكون للروس الذين لديهم اتصال بالنموذج الغربي دور حاسم في تحديد ما إذا كانت روسيا ما بعد بوتين تحاكيه، أو تواصل السعي إلى تدميره.

ويختم الكاتب مقاله بالقول: من خلال منع التواصل بين الناس، يخاطر الغرب بمساعدة بوتين على إطالة مأزق اليوم إلى ما بعد حياة النظام نفسه.