د. أروى علي أخضر

يظهر الموظف الجوكر في جميع المنظمات والقطاعات المختلفة بصفته خبيرا، تعددت أوصافه، فهو ذكي جدا، غريب الأطوار، يظهر في عدة ظهورات موالية، محلقا فوق العادات والأعراف السائدة، متمكنا من جميع أدواره، يملك قوة تأثير عجيبة، وقد يبدو مخادعا في أحيان كثيرة، يستخدم بعض الحيل، يتعمد التضحية بالآخرين مقابل كسب السلطة، ثم يتبسم في وجه ضحاياه.

تجده يحل مكان أي موظف في منظمته، لأنه «مرضي» عنه، فتتم الاستعانة به في جميع المهام.

يظهر عبقريته ودهاءه في إبراز أن البشر هم أعداء أو وحوش لمنظمته، ويغلق جميع الأبواب المؤدية للتواصل مع بقية الموظفين حتى يستحوذ على المنظمة بأكملها.

وقد حظيت شخصية الموظف الجوكر باهتمام كبير من منظمته لأنه مخطط جيد للغاية، فهو يسعى لإحداث النزاعات المتطرفة بشكل مغلف من خلال حبه للخير والعمل الجاد وحرصه على مصلحة منظمته.

يريد أن يحظى بمكانة ما أو أن يعترف به الآخرون في محيطه لينال إعجاب الآخرين به، فهو يفعل ما يتجاهله البعض عمدا من مشاعرهم السلبية حفاظا على قيمهم الأخلاقية، وتعزيزا للقاعدة الأخلاقية الإيجابية، لكن الموظف الجوكر يسعى إلى قتل جميع منافسيه في منظمته مفتقدا للعمل بروح الفريق - ليديرها هو كما يريد، فهو بذلك يريد أن يثبت أن جميع الموظفين يمكن إفسادهم بطريقة أو بأخرى، مما جعل رئيسه ينتقم ممن حوله ويتعامى عنهم، ولا يرى في الوجود إلا هذا الكائن.

وإذا حاولنا تحليل هذا الجوكر نجد أن له خبرات ممتلئة صاغت آراءه وأفكاره عن المنظمة لأزمنة عديدة، وما نستطيع الجزم به هو أنه من المستحيل أن يكون الجوكر بلا ماض، إن وضع الموظف الجوكر يثير التساؤلات والشبهات فهو لا يمكن أن يكون تلقائيا بل من المؤكد أنه وضع قائم على الاختيار، وطريقنا الوحيد لمعرفة ماضيه هو أفعاله المتكررة، وظهوره في كل مكان ليقلب الأمور رأسا على عقب.

حذاري أن ينقاد الرؤساء لمثل هذا الجوكر لأن العلاقة لن تدوم طويلا، فيخسرون من حولهم فتفشل منظماتهم فيندمون، وبالتالي سيكون هو الضحية الأخيرة في هذا المسلسل بعد أن حقق للجوكر مراده ودمر مؤسسته بيديه ولن يتبقى في هذه المنظمة سواهما.

@arwaakhdar