يعتبر مرض سرطان القولون والمستقيم أحد أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم، إذ احتل المرتبة الثالثة من ناحية معدلات الإصابة لدى الرجال، والثاني لدى النساء، طبقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2012. وكذلك يُعتبر أحد أهم الأسباب المؤدّية للوفيات بين أمراض السرطان.
وبحسب وزارة الصحة، احتل سرطان القولون المرتبة الثانية في المملكة العربية السعودية، بيـن أنواع السرطان المسجلة بالسجل الوطني السعودي للأورام في عام 2013.
ما سرطان القولون والمستقيم؟
سرطان القولون والمستقيم ينشأ في الأمعاء الغليظة المعروفة بالقولون والمستقيم، وتزيد فرص الإصابة به بين الأشخاص بعد سن الخمسين من العمر، وينشأ من النتوءات (أو اللحميات) الحميدة التي تتكون أحيانًا في بطانة القولون. وليست جميع اللحميات قابلة للتحول إلى سرطان القولون. اللحميات التي تُعرف باسم الأورام الغدية هي السلائف لسرطان القولون والمستقيم.
وأيضًا يمكن لسرطان القولون أن ينشأ من خلايا غير طبيعية في بطانة القولون والمستقيم، وتُسمَّى هذه الخلايا بخلل التنسج. هذه الخلايا ليست لحميات ولكن مجموعة من الخلايا غير الطبيعية. وعلى الرغم من إمكانية الوقايـة من سرطان القولون إلى حـــد كبير، فإنه غالبًا ما يتسبب في الوفاة، لأن الأشخاص يشعرون بالحرج الشديد من الخضوع للكشف المبكر. كما أنه لا توجد أسباب محددة تؤدي إلى الإصابة بسرطان القولون.
أعراض سرطان القولون
بحسب جمعية السرطان الأمريكية، تكمن خطورة سرطان القولون في أن أعراضه لا تظهر إلا بعد نمو الورم. فضلًا عن تشابهها مع أمراض أخرى مثل البواسير ومتلازمة القولون العصبي والتهاب الأمعاء. لذلك يجب مراجعة الطبيب المختص لتحديد التشخيص الدقيق للحالة.
وأعراض المرض تشمل:
- الإسهال أو الإمساك.
- تغيّر البراز للون الداكن أو وجود دم مع البراز.
- الشعور باضطرابات في البطن كتشنجات أو غازات وآلام فترة طويلة.
- الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بالكامل من البراز.
- الضعف والإجهاد وقلة الشهية للطعام.
- تدهور الصحة وانخفاض الوزن بشكل ملحوظ.
- الشعور بالغثيان أو التقيؤ.
هل يصاب الأطفال بسرطان القولون؟
رغم أن نسبة الإصابة بسرطان القولون أعلى لدى كبار السن، فإنه قد يصيب الأطفال لأسباب وراثية أو لوجود نوع معين من الجينات التي تُسبِّب نمو الخلايا السرطانية. ولكن الأمر الجيد أن أجساد الأطفال تكون في عملية نمو مستمر فيسهل السيطرة على الخلايا السرطانية بشكل أفضل، حال اكتشافها مبكرًا.
وتتشابه أعراض المرض بشكل كبير بين الأطفال والكبار، كالإسهال والإمساك والقيء ووجود الدم بالبراز. لكنها أعراض عامة تصاحب عديدًا من أمراض الجهاز الهضمي، لذلك لا داعي للقلق عند ظهورها إذا كان ذلك لفترة قصيرة. ويجب استشارة الطبيب المختص إذا طال الوقت.
القهوة والحد من الإصابة بسرطان القولون؟
تقدم القهوة فوائد عديدة للصحة العامة لاحتوائها على عدد من العناصر أبرزها الكافيين الذي يساعد على إمداد الجسم بالطاقة وتعزيز التركيز وزيادة معدل الحرق. ولكن هل يمكن الاعتماد عليها للوقاية من سرطان القولون؟
وفقًا لموقع webmd الطبي، أوضحت بعض الدراسات أن تناول القهوة يوميًا يحدُّ من الإصابة بسرطان القولون بنسبة 36%، وهذا بفضل محتواها العالي من مضادات الأكسدة. منها عنصر البوليفينول الذي يمنع الورم من النمو والتأثير في الخلايا المحيطة به في حالة الإصابة.
ويرتفع معدل الإصابة بسرطان القولون بشكل ملحوظ بين مرضى السكري، لأن الأورام الخبيثة تتخذ من السكر غذاءً لها، فتنتشر في الجسم عند ارتفاع مستوياته بالدم. لذلك ينصح الأطباء مرضى السكري والأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا قليل الألياف، بتناول كوب من القهوة يوميًا لخفض نسبة السكر بالدم، ومن ثم تقليل فرص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم
للوقاية من المرض، ينصح الخبراء بضرورة فحص القولون بصورة دورية، خاصة للأشخاص من عمر الخمسين فما فوق، وليس لديهم أي من عوامل الخطورة، لاكتشاف وتشخيص المرض في مراحل مبكرة حتى يمكن علاجه.
كذلك يٌفضَّل الالتزام ببعض الإرشادات الصحية المهمة كالآتي:
- تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة.
- الابتعاد عن الكحوليات.
- الإقلاع عن التدخين.
- التحكم في وزن الجسم.
- ممارسة التمارين الرياضية يوميًا.