بعد تخارج الشركات الأوروبية والأمريكية من سوقها
تستثمر روسيا في خطة كبيرة لإنشاء سوق سيارات مستقلة مع اكتساب حصة متزايدة من القطاع عالمياً، وهو ما قد يدفعها إلى خفض أسعار مركباتها، وتصنيع مكوناتها بالكامل محلياً، في تحدي للشركات الغربية المنافسة، التي تخارجت بشكل شبه جماعي تقريباً من البلاد بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال موقع أوتوموتيف لوجيستيكيس، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة اليوم أبرز ما جاء فيه، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر تعليمات إلى الحكومة بتطوير برنامج طويل الأجل لصناعة السيارات، مما يجعلها مستقلة إلى حد كبير عن التكنولوجيا التي يوفرها الغرب. وتبحث وزارة الصناعة والتجارة الروسية الآن إمكانية توفير تريليون روبل من الميزانية لتنفيذ ذلك.
يعمل البرنامج الجديد حتى عام 2035 ويهدف إلى تطوير الإنتاج المحلي بما يكفي لتلبية 80٪ من الطلب في جميع أنحاء البلاد. وقالت الوزارة إن الخطة تهدف أيضا إلى تأمين السيادة التكنولوجية لصناعة السيارات الروسية.
خطة طموحة
انخفض إنتاج السيارات الروسية بنسبة 96.7٪ في مايو من هذا العام إلى 3700 وحدة فقط، حيث أوقفت جميع شركات صناعة السيارات الغربية عملياتها في البلاد، بينما تعرضت شركات صناعة السيارات الروسية لنقص في المكونات الأساسية.
تتمثل الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الجديدة في تحفيز الإنتاج المحلي والطلب من خلال دعم الدولة، وتأسيس صناعة مكونات السيارات في البلاد. سيتطلب تحقيق هذه الأهداف تخصيص 500 إلى 600 مليار روبل (ما يعادل 8.5 إلى 10 مليار دولار) حتى عام 2035. ومن المقرر ضخ رقم مماثل لدعم صادرات السيارات الروسية.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، خصصت الحكومة الروسية 387 مليار روبل (ما يعادل 6.2 مليار دولار) لدعم شركات صناعة السيارات الروسية، وشركات تصنيع المعدات الأصلية الأجنبية بقدرات محلية. لكن تم إنفاق هذه الأموال في المقام الأول على دعم أسعار الفائدة على قروض السيارات التفضيلية والتأجير.
ومن أولويات موسكو الإنتاج المحلي لمحركات الديزل الصغيرة، وناقل الحركة الأوتوماتيكي، وأنظمة منع انغلاق المكابح (ABS) والوسائد الهوائية.
بحث وتطوير
اشترطت الوزارة لإنشاء صناعة مكونات سيارات تنافسية، أن تخصص الحكومة الروسية 2.7 تريليون روبل (45 مليار دولار) بشكل أساسي في مجال البحث والتطوير.
وبين عامي 2016 و2021، استثمرت صناعة السيارات الروسية ما يقرب من 0.2٪ إلى 0.5٪ سنويًا في البحث والتطوير. وتدرس الآن إلى إمكانية زيادة هذا الرقم إلى 3٪ أو 4٪.
ختاماً، اعترفت الوزارة بأن صناعة السيارات الروسية يجب أن تتطور في عزلة شبه كاملة خلال العقد المقبل، حيث اختفى التعاون بين الشركات الروسية وموردي التكنولوجيا الأجانب تقريبًا، مما يعني أن البحث والتطوير القادم سيكون مرتبطًا بمخاطر أعلى وفترات تطوير أطول.