أكد المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية أن كلا الوالدين يعمل بدوام كامل في حوالي 60% من الأسر التي تضم أطفالا تقل أعمارهم عن 18 عاما، الأمر الذي يتطلب التعاون الكامل من كلا الزوجين فيما يتعلق بالعناية بالأطفال والمنزل، وأضاف: في البداية لابد من وضع توقعات عالية لنفسك وتذكر أنك أب وليس جليس أطفال، ولا تتوقع ببساطة من الزوجة أن تدير كل المهام بنفسها، فالأبوة والأمومة تتطلبان جهدا واستعدادا لما هو غير متوقع، كما هو الحال في مجالات الحياة الأخرى، فإن طريقة بناء الثقة هي التعلم من خلال العمل، فالأمهات لا يولدن وهن يعرفن كيفية القيام بالأشياء أكثر من الآباء.
وتابع المركز عبر موقعه الرسمي: لابد من التعامل مع شريكة حياتك بالطريقة التي تريد أن تتم معاملتك بها، فإذا كنت خلال اجتماع عمل واتصلت زوجتك لسؤالك عن كيفية التصرف في أمر ما متعلق بالبيت أو الأبناء، فسيكون من الصعب عليك مساعدتها عن بُعد، كذلك الأمر عندما تكون الزوجة على رأس عملها، لذلك حاول أن تتصرف وحدك وتتخذ القرارات بنفسك دون الحاجة إلى العودة للزوجة إلا إذا اضطرك الأمر لذلك.
وعندما تحتاج إلى رعاية أطفالك، لا تختلق عذرًا يدور حول مدى وجود الزوجة، فهذا قد يعني أن الأطفال هم أولى أولوياتها أما بالنسبة لك فهو أمر ثانوي، فلا تقل إنك اليوم مع الأبناء لأن زوجتك غير قادرة على أن تكون معهم، وإنما قل إنك اليوم مع الأبناء دون تبرير ذلك، فهم أبناؤك كما هم أبناؤها، وبهذا تقر بأن مسؤوليتك تجاه الأبناء متساوية بينك وبين الأم.
وإذا كنت مديرًا، فكن داعمًا لزملائك من الذكور والإناث عند ظهور مواقف غير متوقعة في المنزل، فلا أحد يحب أو يريد الاضطرابات، ولكن قد تحدث أمور خارجة عن السيطرة، وسيواجه الجميع يوما تأتي فيه المكالمة الهاتفية المزعجة من جليسة الأطفال أو ممرضة المدرسة أو حتى الأجداد، ولتعلم أن تلبية الاحتياجات الشخصية ليست علامة ضعف، فمن المرجح أن يقوم الموظفون بعمل رائع إذا علموا أنك تهتم بالتزاماتهم الشخصية وأسرتهم، فأظهر لهم أنك تهتم بأمرهم.
ولا تحاول أن تحسب أو تقارن مقدار عطائك مقابل ما تقوم به الأم في المنزل، ومن الوارد الدخول في نقاشات حول مَن منكما أدى المهام اليوم، لكن يحتاج الجميع إلى الإسهام في كل مهمة؛ لأن الصورة الشاملة هي الأهم.