في يوم 22 يناير عام 1901، استيقظت بريطانيا على وقع نبأ وفاة الملكة فيكتوريا عن عمر ناهز 81 عاما، ليُشيع جثمانها بطريقة غير تقليدية، تشير إلى ما قد يحدث في جنازة الملكة إليزابيث الثانية، آخر الراحلين من العائلة المالكة البريطانية.
واستلمت الملكة فيكتوريا الأخيرة الحكم وهي في عمر 18 عاما خلفا للملك وليام الرابع، الذي توفي يوم 20 يونيو 1837 لتتربع على عرش بريطانيا لفترة زمنية تجاوزت 63 عامًا، تمكنت من فرض سمات محددة على تلك الفترة التي عرفت تاريخيا بالعصر الفيكتوري.
الملكة فيكتوريا توصي بشروط جنازتها
دونت الملكة فيكتوريا وصيتها عام 1897، قبل 4 أعوام من وفاتها، مطالبة بإقامة جنازة عسكرية مهيبة لها، آمرة بوضع جثتها داخل ثوب أبيض بديلًا عن الأسود الذي ارتدته طيلة سنوات عقب رحيل زوجها الأمير ألبرت قبل نحو 40 عاما، وأن يوضع على رأسها الحجاب الذي ارتدته يوم زفافها.
وطلبت الملكة في وصيتها أن يوضع بجوار جثمانها مجموعة من الصور التذكارية لعائلتها وأصدقائها وخدمها، إضافة إلى ثوب محدد لزوجها الأمير ألبرت ومنحوتة من الجبس لتقاسيم يده.
وفي يدها اليسرى، ضمت خصلة شعر وصورة لصديقها المقرب الإسكتلندي جون براون، تكفل أفراد عائلتها بإخفائها عن طريق تغطيتها بباقة ورود.
ويوم 25 يناير 1901، رفع نعش فكتوريا من قبل ابنيها الأميرين آرثر وإدوارد السابع، الذي تولى الملك من بعدها، وحفيدها إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني.
جنازة الملكة فيكتوريا
كانت آخر جنازة ملكية شهدتها بريطانيا قبل الملكة فكتوريا للملك وليام الرابع، وكان في موكب مهيب يغلب عليه مظاهر الحداد واللون الأسود.
واتباعًا لوصية الملكة الراحلة، خالفت جنازة الملكة فيكتوريا التقاليد الجنائزية الملكية البريطانية التي يسير عليها الإنجليز لعقود؛ ففي وصيتها، استاءت الملكة من كثرة الألوان السوداء بالجنائز، مطالبة بوضع رداء أبيض على تابوتها.
ورفضت الملكة فيكتوريا التقاليد المتبعة في السابق والتي كانت تتضمن مشاركة المستشارون والقضاة بشكل جماعي، مطالبة بأن تكون جنازتها الحدث الوحيد الرئيسي بلندن دون بهرجة أو مواكب مصاحبة.
وانصياعًا لطلبات الملكة الراحلة، تواجدت فقط العربات العسكرية، التي جرتها الخيول، بالعاصمة لنقل نعشها بين المحطات ضمن موكب رسمي.
وتنفيذًا للوصية، نقل جثمانها على متن قارب وقطار وعربة جر مدافع نحو ويندسور لإقامة الطقوس الجنائزية.
وتكفلت السفينة ألبرتا بنقل نعش الملكة ما بين كووز وجاسبور، وفي الطريق، أطلقت بعض السفن الحربية عددًا من القذائف إجلالا للراحلة فيكتوريا.
وقضت جثة الملكة ليلتها على متن السفينة قبل أن تنقل فيما بعد نحو محطة قطار جاسبور لتسير لاحقا نحو العاصمة لندن.
وفي وندسور، حمل النعش الملكي على عربة مخصصة لجر المدافع، وبسبب الوزن، تعطلت العربة وانكسر جزء منها، ما ألجأ المسؤولون عنه لاعتماد حبال الجر لتثبيت العربة لتواصل طريقها نحو موقع الطقوس الجنائزية.
وفي يوم 2 فبراير 1901، أجريت الطقوس الجنائزية بكنيسة القديس جورج بقلعة وندسور، قبل أن يواري جثمان الملكة فيكتوريا التراب فيما بعد بجوار زوجها الأمير ألبرت بالضريح الملكي.