aneesa_makki@
أحيانا يتعرض البعض للسلوك العدواني المرفوض دينيا وأخلاقيا وإنسانيا الذي يقوم به بعض المرضى، واسمهم المرضى لأنهم بالفعل مرضى بهذا السلوك.
فهم غالبا ما يعانون من مشكلات واضطرابات نفسية، ويحاولون تعويض نقصهم بالتنمر،
وهذا يحدث كثيرا في بعض المدارس ويكون الضحية «طالب»، لا أقول عنه ضعيف، ولكن أقول عنه إنسان، فعلى سبيل المثال: الطالب الذي تعرض لعنف سبب له كسرا في الجمجمة بحسب رواية والدة الطالب.
سواء كان هذا العنف مقصودا أو غير مقصود، فالعنف مرفوض بكل أنواعه، معنويا أو لفظيا أو جسديا.
المتنمرون نرجسيون متغطرسون يحاولون السيطرة على الأضعف منهم، معنويا وماديا وجسديا.
وبحسب إحصائيات عالمية متنوعة، أبرزها دراسة لجامعة كينغز كوليدج البريطانية، فإن التنمر ربما يدفع هؤلاء الضحايا الصغار للانتحار أو العزلة أو حتى لأمراض خطيرة في سن مبكرة كمرض القلب.
التنمر سلوك سيئ في الحياة كلها، سواء كان في البيوت في الأسرة الواحدة من الزوج على الزوجة أو من الوالدين على الأبناء أو من ربة البيت على الخدم.
وفي المدارس وبين الطلبة بعضهم البعض، ومن المعلمين على طلبتهم، أو بينهم البعض.
للأسف هذا السلوك السيئ لا يقتصر على المدارس فقط، بل قد تمتد جذوره إلى أماكن متعددة، أسوأها التنمر في العمل.
سلوك الاستقواء هذا مرفوض تماما، كونه يمارس بحق الأضعف سواء كان زميلا، أو مستخدما، والكارثة تنمر المدير على مرؤوسيه بأشكال مختلفة جميعها تدخل في مستنقع التنمر الخبيث.
تنمر بالإيذاء، اللفظي، أو عدم الاحترام، أو التحقير لكرامة الزميل أو المرؤوس، وكذلك التقليل من شأنه والاستخفاف به أمام زملائه، وتنمر الرئيس بالتطاول على حقوق الموظف كعدم إعطائه إجازة يستحقها كالاضطرارية مثلا بينما يعطيها لغيره من الموظفين.
ولا ننسى النقد الدائم والهيمنة، والاستعلاء، والإشراف المتعجرف، والتهديد بمنع الترقية، أو منعها بالفعل، كلها أشكال متنوعة للتنمر المحبط لنفسية الموظف والمدمر لقدراته وشخصيته، وحتى على صحته، والذي يؤثر سلبا على الحياة المهنية كلها، وفي بعض الحالات القصوى يؤدي هذا التنمر لترك الموظف للعمل بالاستقالة بالرغم من حاجته المادية أو النقل لجهات أخرى قد لا يحب نوع العمل الذي سيعمل به ولكن تحكمه الظروف والحاجة الملحة.
الواقع المشهود يثبت أن نجاح العمل من نجاح الموظف، فهو المقياس الحقيقي لراحة نفسية الموظف في العمل، وزيادة إنتاجيته دليل أيضا على دعم المؤسسة له وتمتعه بحالة الرضا الوظيفي والشعور الإيجابي.
فكم من قدرات حطمت ومواهب طمرت ومعنويات انخفضت لدرجة الصفر كلها نتائج سلوكيات مريضة بالتنمر الذي لا يأتي على شيء إلا جعله كالرميم.
من المفترض أن تستغل تلك القدرات وتلك المواهب وتشجع، وتلقى الدعم من المؤسسة ومن الرئيس نفسه لمرؤوسيه لتبرز وتستفيد منها المؤسسة والموظف في وقت واحد.