ترجمة: إسلام فرج

أكدت مجلة بوليتيكو الأمريكية أن تشارلز الثالث، ملك بريطانيا، سيكون مرحلة مختلفة في العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأشار تقرير للمجلة إلى أن والدته الملكة إليزابيث الثانية كانت محبوبة جدا لدى الأمريكيين بسبب دبلوماسيتها الناعمة، لكن تشارلز الثالث سيكون شخصا سياسيا صريحا بامتياز.

حد فاصل

وتابع التقرير: بصفته أميرًا لويلز، لم يكن تشارلز مترددًا بشأن المناخ. وكتب في وقت سابق من هذا العام حول هذه القضية إن العالم على حافة الهاوية وبحاجة إلى تعبئة عاجلة بشكل يشبه الحرب في تلك القضية إذا أراد النصر.

وأضاف الكاتب: الآن، بصفته ملكًا، سيضطر إلى تجاوز الحد الفاصل بين التأييد السياسي والعرش.

ومضى يقول: من المؤكد أن الطريقة التي يتعامل بها مع غرائزه الناشطة ستؤثر على شعبيته في جميع أنحاء المملكة المتحدة والكومنولث.

وأردف: لكن الأمر سيكون على درجة كبيرة من الأهمية في الولايات المتحدة، حيث كانت العلامة المميزة للملكة إليزابيث الثانية أنها صاحبة دبلوماسية ناعمة حلوة وغير سياسية بشكل واضح، سحرت الأمريكيين على مدى عقود.

خسارة القبول الأمريكي

وتابع: إذا واصل تشارلز عمله كناشط، فقد يخسر ليس فقط القبول بين الجمهور الأمريكي، الذي تأثر بالفعل بذكرى علاقته الغرامية في التسعينيات، ولكن ربما يخسر أيضًا الاهتمام الأمريكي بالملكية البريطانية بصفة عامة.

ومضى يقول: من غير المرجح أن يعرقل هذا ما يسمى بالعلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والتي بنيت خلال عقود من التحالف والمشاركة السرية والتوافق اللغوي.

وأردف: مع ذلك، فإن فقدان هذا الاهتمام يعني فقدان أداة بريطانية كانت تتمتع بسلطة هادئة على مستوى الدولة خلال من القرن الماضي، مما ساعد على ترسيخ ما يمكن القول أنه أهم صداقة عبر المحيط الأطلسي.

ولفت إلى أن الملكة من جانبها اعتبرت على نطاق واسع المبعوث المثالي لأمريكا، مشيرا إلى أنها التقت بـ13 من أصل 14 رئيسًا أمريكيًا.

وتابع: لم تكن الملكة تتودد إلى الرؤساء فحسب، بل سحرت الرأي العام الأمريكي، على الرغم من حقيقة أن الأمريكيين خاضوا حربًا لتحرير أنفسهم من استبداد الحكم البريطاني قبل قرنين من الزمان.

وأردف: حظيت الملكة بدرجات تأييد عالية باستمرار في استطلاعات الرأي، حيث أفاد 72% من الديمقراطيين و68% من الجمهوريين بأن لديهم وجهة نظر إيجابية إلى حد ما أو إيجابية للغاية عن الملكة في استطلاع يوجوف في مايو 2022.

طفل يضع الزهور عقب وفاة الملكة إليزابيث الثانية- رويترز

انبهار بالملكية

ونبه إلى أن جزءا من هذا الانبهار يعود إلى المؤسسة الملكية عامة، حيث أحب الأمريكيون كل مظاهر الجمال والمواكب التي أحاطت بالملكة.

وأضاف: في الواقع، أخذت الملكة دور رئيس الدولة على محمل الجد، حيث امتنعت عن التعليقات المثيرة للجدل.

وتابع: في الوقت نفسه أمضى تشارلز عقودًا في منطقة سياسية لا تشوبها شائبة، حيث عمل على ترسيخ استئناف للمشاريع التقدمية التي غالبًا ما كانت تتمحور حول المناخ.

وأردف: في سن الـ21، ألقى أول خطاب رئيسي له حول هذا الموضوع في مؤتمر الريف في كارديف، ولفت الانتباه إلى تهديدات التلوث والبلاستيك والاكتظاظ السكاني. كان هذا في عام 1970، أي قبل وقت طويل من تحول الاهتمامات البيئية إلى نقاط نقاش سياسية رئيسية.