تساءلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عما إذا كان تشارلز الثالث، ملك بريطانيا الجديد، ورئيسة الحكومة ليزا تراس، قادرين على مواجهة مشكلات البلاد.
وأشارت الصحيفة في تحليل لـدان بالز، إلى أن القائدين الجديدين للمملكة المتحدة غير المختبرين يواجهان منطقة مجهولة في وقت حافل بتحديات هائلة في الداخل والخارج.
تدارك الأخطاء
وأوضح الكاتب أنه قبل 25 عاما، عندما لقيت الأميرة ديانا مصرعها، كانت شعبية الملكة إليزابيث في أدنى مستوياتها لدرجة طرح الأسئلة في النقاشات العامة حول ديمومة أو حتى ضرورة النظام الملكي.
وأضاف: اليوم، في وقت تنعدم فيه الثقة في معظم المؤسسات في بريطانيا، يحظى النظام الملكي باحترام كبير، بفضلها وحدها.
وتابع: أظهرت الملكة على مدى 70 عامًا هذه القدرة على التكيف والتحديث.
ونقل عن رئيس الوزراء السابق توني بلير قوله: بمجرد أن أدركت الملكة أخطائها أثناء حادثة ديانا، تحدثت إلى الناس من القلب وبطريقة أعادت الناس إليها.
تحديات هائلة
ومضى الكاتب يقول: تأتي وفاة إليزابيث في وقت يمثل تحديًا هائلًا للمملكة المتحدة، محليًا ودوليًا.
وتابع: تواجه قيادتها السياسية مشاكل اقتصادية في الداخل، وتساؤلات حول دورها في العالم، وتوترات في علاقاتها مع أوروبا، وقضايا طويلة الأجل حول مستقبل الكومنولث.
واستطرد: قدمت الملكة وجهة نظر معاكسة للفوضى والانقسام حولها. أصبحت رمزًا لعصور عابرة، حيث تطورت بريطانيا من دولة كانت ذات يوم، بشكل مثير للجدل، تقود إمبراطورية استعمارية إلى دولة جزرية أكثر تواضعًا تقلص دورها في العالم تدريجيا.
وأضاف: في النهاية، أصبحت موضع احترام لتفانيها في أداء الواجب الذي قدمته، كنموذج للقيادة في عالم فوضوي.
قادة جدد
وتابع: بعد مغادرتها، تطفو بريطانيا في مكان ما بين المضي منفردة والعمل مع الآخرين.
وأشار إلى أن المملكة المتحدة تعد مشاركًا رئيسيًا في حلف الناتو لمساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا، لكنها لم تعد جزءًا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن قررت في تصويت مثير للجدل في صيف عام 2016 ترك الاتحاد.
وتابع: تعتبر النهايات الفضفاضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مجرد واحدة من القضايا التي تواجه رئيسة الوزراء الجديدة، وليست بالضرورة الأكثر إلحاحًا.
وأضاف: يواجه الاقتصاد البريطاني مشاكل هائلة في ظل توقعات بأن أزمة الطاقة في البلاد في الشتاء المقبل قد تدفع معدلات التضخم إلى ما يقرب من 20%.
وأردف: وصلت تراس إلى منصبها دون اختبار، لكسب معركة القيادة في حزب المحافظين الذي قفز بها إلى منصب رئيس الوزراء، حظيت برضا دائرة انتخابية ضيقة ومحافظة للغاية بعيدة كل البعد عن تمثيل الأمة.
وتابع: الآن، في الوقت الذي تريد فيه تراس إظهار قوتها واكتساب ثقة الجمهور، ينشغل الناس بوفاة الملكة والاحتفالات الرسمية بوصول ملك جديد، الذي يحتاج إلى كسب ثقة الرأي العام.
وأشار إلى أنه لطالما استعد تشارلز لخلافة والدته وهو على دراية جيدة بالمسؤوليات المرتبطة بكونه رئيسًا للدولة، لكنه سوف يستغرق وقتًا حتى يتمكن من إقامة تلك الصلة مع الشعب البريطاني، وكذلك شعوب الماضي الاستعماري البريطاني للحفاظ على الكومنولث.