اليوم -  وليد عبده

لم تمهل التقلبات السياسية، ملك بريطانيا تشارلز الثالث، حتى يدفن والدته الملكة إليزابيث الثانية، ليواجه أول أزمة في عهده الذي لم تتعد أيامه أصابع اليد؛ إذ تخطط جزر الكاريبي للتصويت على الانفصال عن التاج البريطاني.

وقبل مرور الأيام العشرة الجنائزية للملكة إليزابيث الثانية، يستعد خليفتها الملك تشارلز الثالث لأزمة الكومنولث بعد أن قال جاستون براون رئيس وزراء أنتيجوا وبربودا، إنه يخطط لإجراء استفتاء في غضون ثلاث سنوات في محاولة لاستبدال النظام الملكي والتحول إلى جمهورية.

تاريخ استعمار بريطانيا لأنتيجوا وبربودا

بحسب موسوعة بريتانيكا، فقد زار كريستوفر كولومبوس جزر أنتيجوا في عام 1493 م، وأطلق عليها اسم كنيسة سانتا ماريا دي لا أنتيجوا في إشبيلية ، بإسبانيا، واستعمرها المستوطنون الإنجليز في عام 1632 وظلت ملكية بريطانية على الرغم من غزوها من قبل الفرنسيين في عام 1666.

كما تعرض المستعمرون الأوائل للهجوم من قبل الكاريبيين، الذين كانوا في يوم من الأيام أحد الشعوب المهيمنة في جزر الهند الغربية، أما جزيرة باربودا المجاورة فقد استعمرها الإنجليز عام 1678، ومنح التاج الجزيرة لعائلة كودرينجتون في عام 1685، وتم التخطيط لها كمستعمرة لتربية العبيد ولكنها لم تصبح كذلك؛ جاء العبيد الذين تم استيرادهم ليعيشوا معتمدين على أنفسهم في مجتمعهم .

أدى تحرير العبيد في عام 1834، الذين كانوا يعملون في مزارع السكر المربحة، إلى صعوبات في الحصول على العمالة.

عادت باربودا إلى التاج في أواخر القرن التاسع عشر ، وأصبحت إدارتها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإدارة أنتيجوا لدرجة أنها أصبحت في النهاية تابعة لتلك الجزيرة.

ماذا يحدث في أنتيجوا وبربودا ؟

قال جاستون براون رئيس وزراء أنتيجوا وبربودا إنه سيدعو إلى إجراء استفتاء على أن تصبح البلاد جمهورية في غضون ثلاث سنوات، وذلك بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية.

وذكرت وكالة أنباء بي إيه ميديا البريطانية أن الدولة الكاريبية هي واحدة من بين 14 دولة لا تزال تبقي ملك بريطانيا على رأس الدولة، حيث وقع رئيس الوزراء جاستون براون وثيقة تؤكد وضع تشارلز كملك جديد.

ولكنه بعد ذلك بدقائق قال إنه سيضغط من أجل إجراء استفتاء لتتحول البلاد إلى جمهورية، بعد أن أشار إلى مثل هذه الخطوة في وقت سابق من العام الجاري خلال زيارة قام بها إيرل وكونتيسة وسكس.

وقال براون لقناة أي تي في: هذا ليس عملا عدائيا أو أي تباعد بين أنتيجوا وبربودا والنظام الملكي، ولكنه الخطوة الأخيرة لإكمال دائرة الاستقلال، لضمان أننا حقا دولة ذات سيادة.

وأكمل: هذه مسألة يجب طرحها للاستفتاء ليقررها الشعب.

وعند سؤاله عن إطار زمني للاستفتاء رد قائلا: ربما في غضون السنوات الثلاث المقبلة.

على الرغم من أنه قال إنه سيضغط من أجل استفتاء جمهورية ، أضاف براون أن أنتيجوا وبربودا ستظل عضوًا ملتزمًا في الكومنولث حتى لو حلت محل الملكية.

من المتوقع أن يعاد انتخاب براون العام المقبل، ولديه نية إجراء استفتاء جمهوري إذا بدأ ولاية جديدة في منصبه ، حسبما أفادت أي تي في نيوز الأحد.

تحركات كاريبية أخرى

هذا التحرك ليس جديد، إذ قال رئيس وزراء جامايكا أندرو هولنس أمام الأمير وليام وزوجته كيت أن بلاده قد تكون التالية في أن تصبح جمهورية.

واعترف وليام بعد الرحلة أن أيام النظام الملكي في منطقة البحر الكاريبي قد تكون معدودة.

بالإضافة إلى ذلك، صرح وزير الخدمة العامة والإصلاح الدستوري والسياسي والشؤون الدينية في بليز ، هنري تشارلز أوشر ، في مارس أن عملية إنهاء الاستعمار تشمل منطقة البحر الكاريبي. وربما حان الوقت لبليز لاتخاذ الخطوة التالية في امتلاك حق الاستقلال. لكنها مسألة يجب على شعب بليز اتخاذ قرار بشأنها.

دول التاج البريطاني في أعالي البحار

جزر الكاريبي هي واحدة من 14 دولة مستقلة، والمعروفة باسم الكومنولث، والتي تتعامل رسميا مع العاهل البريطاني كرئيس لدولتها، ومع ذلك، صوتت بربودا لتصبح جمهورية العام الماضي .

وتشمل هذه الدول بليز وكندا وغرينادا وأنتيغوا وبربودا وأستراليا وبابوا غينيا الجديدة وسانت لوسيا وتوفالو وجزر سليمان وغرينادين وجزر الباهاما ونيوزيلندا وجامايكا وسانت كيتس ونيفيس.