مفردات الماضي الصحفي

@A_Althukair

البنط (بضم الباء) أصلا هو وحدة لقياس الحرف. فيقال مثلا حرف ذو أحد عشر بنطا

وبالتالي البنط العريض معناها حرفيا الحرف العريض.

وتستخدم الكلمة أحيانا بمعناها الحرفي وأحيانا تستخدم كناية عن الوضوح، فيقال بالبنط العريض ويكون القصد بوضوح شديد.

الخبر نازل بالبنط العريض في الصفحة الأولى..

وجدت أن كلمة بنط أو عبارة البنط العريض قد انزاحت من ساحة صناعة الطباعة والنشر والتأليف.. لوحة المفاتيح في الصحافة الرقمية ليس بها بنط عريض ولا بنط نحيف، وكل النشر الذي يمر علينا هذه الأيام حجم واحد.

ما هو البنط العريض؟ البنط باللغة العربية وهو يعني حجم الخط، أي (Font) باللغة الإنجليزية البنط هي وحدة قياس الحرف، البنط العريض تعني أن الشخص الذي يقولها يعني من خلالها الشجاعة وعدم التردد بالكلام.

لاحظ الناس، وأخص هواة القراءة اليومية، أن المطبوعات المحلية، قد تحررت من قياس حجم الحرف، بسبب وحود أو طغيان الصحافة الإلكترونية، وكان حجم الحرف فاصلا هاما في العملية الإخراجية أيام الصحافة الورقية.

حجم الحرف عند نشر خبر هام كان معيارا للشخص وأهميته ومقامه عند الصحيفة والقائمين عليها، حيث كان التجار - خصوصا المعلنين منهم - يؤنبون الصحيفة إذا لم تظهر أسماؤهم بالـ... «بنط» العريض.

المطبوعات الإلكترونية الآن تحررت من ذلك القيد الاجتماعي والشكاوى والتهديد وصراع حجم الحرف.

ولم تكن الصحافة السعودية هكذا قبل قرن من الزمن، بل درجت على إظهار المواضيع بحروف مقروءة ومريحة للنظر إلا أنها عند احتلال الصحافة الورقية مكانا هاما في الكيان الثقافي والاجتماعي في بلادنا، صار للحروف «شن ورن». وأذكر أنني حينما كنت مشرفا ومحررا في صحيفة رياض ديلي التي كانت تصدر يوميا عن مؤسسة اليمامة الصحفية، يفاجئنا رئيس التحرير بإبراز حجم هذا الخبر أو ذاك، أو سحبه إلى الأسفل أو نقله إلى صفحة داخلية إرضاء للبعض أو تحببا لآخر.