ليس معنى أنك فشلت في تعلم شيء، تمنيت كثيرا أن تتعلمه، أنك ستفشل في تعلم كل الأشياء الأخرى.
جميع الناجحين هم في نفس الوقت فاشلون في أشياء أخرى.
هذه الحقيقة سنة كونية، سنها الله في كونه، ليحدث التوازن؛ كي يحتاج كل منا إلى الآخر.
أن تستطيع فعل كل الأشياء ولا تحتاج إلى الآخرين، ليس بالشيء الجيد.
لن أخفيك سرا، أنني لا أجيد النحو، رغم محاولاتي الكثيرة أن أتعلمه، وكنت دائما أترك سؤال الإعراب في اختبار اللغة العربية دون إجابة، ولكن في نفس الوقت، كنت بارعا في كتابة موضوع التعبير.
يحكي الأستاذ «عبدالرؤوف اللبدي» في مقالة رائعة سماها (إلى سيبويه) عن الموقف الذي تسبب في أن يكتب سيبويه كتابه الشهير في علم النحو، والمشهور باسم الكتاب.. أن سيبويه كان محبا للعلم، كان حريصا على حضور حلقات علم الحديث في مسجد البصرة للمحدث المشهور حماد بن سلمة مبكرا، كي يكون في الصف الأول فيستطيع أن يستمع وأن يسأل، وذات مرة حضر متأخرا فجلس على مبعدة من حماد، وحينما قال حماد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..............، - لم أذكر الحديث لعدم استطاعتي أن أتأكد من صحته- فأعاد سيبويه على حماد بعض كلمات الحديث كي يتأكد مما سمع، فقال له حماد: «لحنت يا سيبويه».
ويقولون أن حماد كان مشهورا عنه قول: «مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة ولا شعير فيها».
ومن بعد ذلك الموقف، عزم سيبويه على تعلم علم النحو على يد «الخليل بن أحمد» حتى لا يلحن فيما بعد.
صحيح أنني فشلت أن أتعلم النحو من سيبويه، ولكنني أرجو أن أكون قد تعلمت منه أشياء أخرى، قالتها الدكتورة «مريم الهذلي» في وصفها لكتابه الشهير، أنه اتصف بالأمانة حيث إنه كثير الإشارة إلى صاحب القول في المسألة التي يذكرها، بالإضافة إلى احترامه وأدبه الجم لأساتذته الذين يكتب عنهم.
فشلك في شيء، دليل على أنك ستنجح في شيء آخر، ولكن السؤال..
ما هو الشيء الذء ستنجح فيه؟
أجب عن هذا السؤال؟
@salehsheha1