كتبت: د. نورهان عباس

تشحن كل الأجهزة في وقت بسيط دون قابس

سلط موقع باور تكنولوجي الضوء على تقنية جديدة لنقل الطاقة اللاسلكية يمكن أن تشكل ثورة في سوق الآلات الاستهلاكية، وتغير الطريقة التي نعيش ونعمل بها في منازلنا ومكاتبنا، بفضل إمكانية نقل الطاقة من مكان لآخر بكل سهولة وسرعة، دون التمركز في مكان معين أو الارتباط بأسلاك.

وقال الموقع، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة اليوم أبرز ما جاء فيه: تمثل التكنولوجيا الجديدة بداية النهاية لشحن الأجهزة بمعدات ثابتة، حيث نجح باحثون كوريون جنوبيون في اختبار وسيلة فعالة لنقل الطاقة اللاسلكية من خلال ضوء الأشعة تحت الحمراء عبر 30 مترًا لإضاءة مصباح إل إي دي.

وأضاف: تخيل منزلك أو مكتبك بدون أي أسلاك، حيث يمكن أن تكون هذه التكنولوجيا الجديدة طفرة في أنظمة الشحن اللاسلكي الفعلية للأجهزة المحمولة وأجهزة استشعار إنترنت الأشياء.

تقنية ثورية

هذه التكنولوجيا الثورية جذابة للغاية للمستثمرين نظرًا لتصميمها البسيط والمدمج. وتم تطوير هذا النظام في جامعة سيجونغ، وهو يعتمد على جهاز إرسال يرسل حزمة الأشعة تحت الحمراء وجهاز استقبال يحولها إلى طاقة كهربائية. ويمكن بعد ذلك تعديل المسافة الفاصلة البالغة 30 مترًا بين جهاز الإرسال والاستقبال بزاوية 360 درجة، بحيث تغطي نطاقًا كبيرًا من المساحات المنزلية والمكتبية. بالإضافة إلى ذلك، يبلغ حجم جهاز الاستقبال الخاص بالطاقة اللاسلكية 10 ملم × 10 ملم فقط، ويمكن تثبيته بسهولة في أي هاتف محمول.

الأهم من ذلك، تم اختبار سلامة النظام أيضًا وخلص إلى أنه آمن عند ملامسته للعين البشرية أو الجلد. وتم اختبار ذلك عن طريق وضع يد بشرية أمام جهاز الإرسال، وعند هذه النقطة، ينتقل النظام إلى وضع الطاقة المنخفضة.

وعلى مر السنين، أصدرت شركتا أبل وسامسونج وغيرها من الشركات المصنعة الرائدة للهواتف الذكية العديد من البدائل لأجهزة الشحن اللاسلكية لمرافقة أحدث منتجاتها الذكية. مع ذلك، فإن هذه الطريقة الجديدة لنقل الطاقة لديها القدرة على إحداث ثورة حقيقية في السوق من خلال توفير بديل آمن بدون استخدام اليدين لأنظمة الشحن الحالية.

مدن آلية

تعتمد أجهزة الشحن اللاسلكية الحالية على الاتصال القائم على الحث، والذي يفشل في التخلص من العنصر الثابت لأنظمة الشحن. أما ضوء الأشعة تحت الحمراء، جنبًا إلى جنب مع الطرق الأخرى المختبرة، مثل أنظمة نقل طاقة الميكروويف، فهي تقنيات ناشئة ستتيح مستقبلًا لاسلكيًا حقيقيًا.

ووفقًا لمؤسسة جلوبال داتا، من المتوقع أن يصل سوق المنازل الآلية (التي تعمل بدون أسلاك كلياً) إلى 87.8 مليار دولار بحلول عام 2025. وسيحرص رواد الصناعة في شركات علي بابا وأمازون وجوجل على دمج هذه التكنولوجيا الجديدة في نهجهم الشامل لأتمتة المنزل.

ومن المنازل الآلية إلى المدن الذكية، فإذا كان من الممكن شحن الأجهزة لاسلكيًا داخل المنزل من خلال ضوء الأشعة تحت الحمراء، يمكننا توسيعه ليشمل المجال الحضري. ومن الناحية النظرية، يمكن تثبيت جهاز إرسال في أي مكان وتوفير الشحن اللاسلكي لجهاز الاستقبال داخل النطاق.

تحسينات ضرورية

ستنظر شركات الكهرباء والاتصالات العالمية في إمكانية تطبيق ذلك بالمستقبل حيث يتم استخدام شبكات الكهرباء لشحن الأجهزة المحمولة، بحيث يتمكن المستهلك من شحن أجهزته في أي مكان مقابل سعر إضافي يضاف إلى فاتورته الشهرية.

بالإضافة إلى ذلك، ظهر الاهتمام بهذه التكنولوجيا الجديدة أيضًا في سوق السيارات الكهربائية. وفي الصين، يدرس الباحثون إمكانية الشحن اللاسلكي للمركبات الكهربائية باستخدام خطوط الحافلات في المناطق الحضرية. ومن الناحية العملية، قد يتمكن مصنعو السيارات الكهربائية من تحويل محطات الشحن الموجودة في مواقف السيارات لتصبح لاسلكية.

لكن على الرغم من التفاؤل الكبير بهذه التقنية، يحذر الباحثون الكوريون الجنوبيون من ضرورة إدخال تحسينات على نظام الأشعة تحت الحمراء الجديد. ويواصلون العمل على تعزيز كفاءة جهاز الإرسال وتطوير طريقة لاستخدام النظام في وقت واحد على أجهزة استقبال متعددة. ومطلوب أيضًا إجراء مزيد من البحث في توصيل بطارية بجهاز الاستقبال لإنشاء نظام شحن.