ماجد السحيمي

@Majid_alsuhaimi

نردد كثيرا المثل العربي الأصيل (أرسل حكيما ولا توصه) وهذا ما حصل بالفعل يوم الجمعة الماضي حينما أرسلت الكرة السعودية عملاقها الأزرق لبروفة كأس العالم أمام عشرات الآلاف في قطر والملايين أمام الشاشات، لم يكن هذا الحدث كما يزعم البعض أنه مجرد تجريب لكأس العالم وإن كان هذا صحيحا فالفيفا نفسه يطلب من كل بلد شرف بتنظيم كأس العالم أن ينظم قبلها بعام بطولة القارات للمنتخبات فهل أيضا هذه البطولة العملاقة هي تجريبية؟ أم أنها بروفة رسمية مهمة حضرها من هو على سدة رأس نظام الفيفا الإداري ورئيسها. كان الأزرق كعادته حكيما في إظهار وجه مشرق لوطننا الأخضر وجه براق يسر الناظرين من مشجعين له وممن يؤمنون بالحقيقة ولا تغطي عيونهم عصابة التعصب، الكل من مشارق القارة ومغاربها ومحيط عالمنا العربي يشيدون بهذه المنظمة الرياضية التي يمثلها هذا النادي في كل محفل، جهد جبار يبذل إداريا وفنيا وشرفيا وحتى جماهيريا عبر عقود من الزمن تعاقب عليه رجال أخلصوا لهذا الكيان حتى يظهر بالصورة البهية، ظهر الهلال البطل السعودي أمام البطل المصري مكتسحا الأرض والسماء عابه أنه لم يترجم كل ما فعل إلى هز للشباك أكثر من مرة، تابعت معظم الاستوديوهات التحليلية والجماهيرية وحتى المصرية والتي أشادت بالهلال الذي أظهر كل ذلك بالأرقام والحقائق وليس بمجرد حشو للكلام، الإنجازات ليس لها سلم من أحرف بل من العمل الجاد ليل نهار، حين تريد نتائج عبارة عن أهداف محققة فهي بكل بساطة عقول تتحدث وليس ألسن فقط، العقل هو ما يحدد جودة العمل الحقيقي أمام اللسان فحتى وإن جمل اللسان العمل من الخارج مؤقتا إلا أنه سرعان ما ينكشف الضعف والهوان من الداخل وهو الأهم. الهلال كان ولا يزال بطلا بتغير جميع الظروف حوله، لم يقف على فرد ولا سبب بل تغير مع كل الأفراد والظروف إلى الأفضل والأفضل، ينجز داخليا وخارجيا ويقارع كبار العرب والقارات ودائما مكانه الأول، يتهمونه بالمحاباة عبر الزمن، ولا يعلمون أن المحاباة قد تصنع منك بطلا مرة أو مرتين ولكن لا تصنع لك هيبة ولا تاريخا مشرقا. نصيحتي لكل الهلاليين إداريين ولاعبين وشرفيين وإعلاميين وجماهير، دعوكم من كل الأقوال التي تعاكس مسيرة الأزرق واعلموا جيدا أنه في بعض الأحيان تكون الذخيرة أغلى من الهدف بكثير فاجعلوا منها طريقا للذهب وليس للرد على أهل الإحباط والمؤامرات المزعومة التي أفقرت مؤلفيها قبل أي أحد آخر، هنيئا لنا بهذا البطل وإلى مزيد من الألقاب بإذن الله وصدق من قال (أرسل هلالا ولا توصه).. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.