سعياً لتقليل انبعاثات صناعاتها الثقيلة
أكد موقع كول نيتش العالمي أن السعودية تتطلع إلى تنظيف صناعة الصلب باستخدام الهيدروجين كبديل للطاقة، لإنتاج الصلب الأخضر، الذي يتم إنتاجه بالاعتماد على أدنى مستوى مسجل من الانبعاثات، مما يساهم في مكافحة تغير المناخ، والوصول لهدف الانبعاثات الصفرية للمملكة بحلول 2060.
وقال الموقع، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة اليوم أبرز ما جاء فيه: تتمتع المملكة بمكانة قوية لتصبح قطباً للطاقة النظيفة في المستقبل بصناعة الحديد والصلب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قدرتها المحتملة على إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث تنوع مصادر الطاقة في قطاع الصلب لتلبية احتياجات إنشاء صناعات محلية خضراء جديدة في إطار رؤية السعودية 2030.
ولفت الموقع إلى أنه تاريخياً، اعتمدت المملكة على قطاعات النفط والغاز والبناء والقطاعات المصرفية لتقوية مركزها المالي، لكنها تتطلع الآن إلى اختراق قطاع الطاقة النظيفة من بوابة الهيدروجين.
خطوات استباقية
أضاف كول نيتش أن ما يشهده العالم من تقلبات كبيرة شملت قطاعات عدة، والقلق من التغير المناخي الذي أدى بدوره إلى انقطاع بعض سلاسل الإمداد العالمية، وهو ما يجبر المصنعين في كل أنحاء العالم وفي كل القطاعات على إعادة التفكير في الأساليب التقليدية التي يتبعونها في أعمالهم، مثل الموازنة بين قيادة السوق عبر خفض التكلفة من جهة وضمان الاستدامة البيئية والاجتماعية والشفافية من الجهة الأخرى، وهو ما يدفع السعودية إلى اتخاذ خطوات استباقية لريادة هذه القطاعات مستقبلاً.
ويتأثر قطاع الحديد والصلب من هذه التقلبات على مستوى العرض والطلب، وزاد الأمور تعقيدًا تحدي توفر الطاقة، إذ ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي 6 أضعاف، ثم صعدت تكاليف الكهرباء في أوروبا على سبيل المثال 3 أضعاف خلال العام الماضي. وبالنظر إلى أن الطاقة تمثل ما يصل إلى 40% من تكلفة الإنتاج الإجمالية للحديد والصلب، أجبرت أسعار الطاقة المتزايدة صانعي الصلب على خفض الإنتاج، وأدت بالتالي إلى ارتفاع الأسعار.
واستطرد الموقع: صناعة الحديد والصلب مسؤولة عما يقارب 24% من انبعاثات الكربون من الصناعة العالمية، وتواجه تيارًا متعاظمًا يدفع باتجاه إزالة الكربون من المنتجات الرئيسة، سواء في البلدان المنتجة الرئيسة وفي الدول المستهلكة التي تدفع باتجاه استيراد الصلب الأخضر.
تحول استراتيجي
نقل الموقع عن سعادة وزير الاستثمار خالد الفالح قوله: إن الارتفاع المتوقع في التكاليف المترتبة على محتوى الكربون في سلسلة الإمداد، من حوالي 30 دولارًا أمريكيًا للطن في عام 2020 إلى 180 دولارًا أمريكيًا للطن في عام 2050، سيدفع المملكة باتجاه تحول استراتيجي كبير في تقنيات التصنيع.
أيضاً، تركز صناعة الحديد والصلب السعودية بشكٍل رئيسي على تطوير المنتجات المناسبة لقطاعات النفط والغاز والإنشاءات، وتستهدف رؤية 2030 تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة باستخدام بدائل جديدة للوقود وإدماجها في مختلف القطاعات.
وأطلقت المملكة العديد من البرامج لتحقيق هذا الهدف، من أهمها برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، الذي يشتمل على إستراتيجية وطنية طموحة للصناعة والتعدين، ستؤدي إلى تكامل سلاسل القيمة المتعلقة بالمعادن والتعدين، بدءًا باستكشاف واستخراج المعادن الخام، واستغلال المناجم الحالية، واستثمار توفر معادن مهمة ومؤثرة في صناعة سبائك الحديد المتخصصة بكميات واعدة.
جدير بالذكر أن مصانع الحديد والصلب في المملكة تنتج انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون أقل من المتوسط العالمي بنسبة 60%؛ وذلك بسبب استخدام الغاز الطبيعي والكهرباء بدلًا من الفحم في عمليات التصنيع، عبر تقنيات الاختزال المباشر، وأفران القوس الكهربائي التي تستخدمها المملكة بنسبة 100%، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 28%.