حذّر محللون اقتصاديون، من أن الاقتصاد الألماني سينكمش في العام المقبل، نتيجة لارتفاع تكاليف الطاقة الناجم عن تضييق روسيا على إمدادات الغاز، وهو ما أسفر عن خفض الدخل.
وقال مركز الأبحاث Ifo في ميونيخ، إن الارتفاع الأخير في أسعار الكهرباء والغاز يتسبب في فوضى بالاقتصاد الألماني، وسيؤدي إلى انخفاض بنسبة 0.3% في الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل، بحسب ما نقلته صحيفة فيانينشال تايمز.
وذكر Ifo أن السبب الرئيسي وراء الانكماش المرتقب هو الانخفاض المتوقع في الإنفاق الاستهلاكي الخاص الناجم عن موردي الطاقة، الذين قاموا بتعديل أسعار الكهرباء والغاز بشكل ملحوظ في ضوء ارتفاع تكاليف الشراء، خاصة في بداية عام 2023.
في الأسبوع الماضي ، خفّض معهد كيل للاقتصاد العالمي، توقعاته للناتج المحلي الإجمالي الألماني العام المقبل بمقدار 4 نقاط مئوية إلى ناقص 0.7%، محذرًا من ارتفاع أسعار استيراد الطاقة، ما يؤدي إلى تدهور الانهيار الاقتصادي تجاه ألمانيا.
أزمة غير مسبوقة
وحذر نائب وزير المالية الألماني فلوريان تونكار، من خطر متزايد من حدوث تضخم مصحوب بركود في البلاد، قائلاً: إننا نواجه مشكلات في سلسلة التوريد، واختناقات في الإنتاج، وزيادة في الأسعار لم نشهدها منذ عقود.
وأعلنت الحكومة في برلين مؤخرًا عن حزمة إغاثة بقيمة 65 مليار يورو للتخفيف من تأثير أزمة الطاقة على الأسر، لكن مركز Ifo قال إن هذا الإجراء لن يوازن الضربة التي لحقت بالدخل المتاح للأسر، والتي توقعت أن تنخفض بشكل حاد.
2023.. عام التضخم في ألمانيا
وأوضح المركز إن معدل التضخم الألماني سيبلغ 9.3% العام المقبل، مقارنة بـ8.1% هذا العام، متوقعًا أن يبلغ نمو أسعار المستهلكين ذروته عند 11% في الربع الأول من العام القادم، وهو أعلى مستوى في 70 عامًا.
وقال تيمو وولميرشوزر كبير الاقتصاديين في مركز Ifo إن تخفيض روسيا لإمدادات الغاز خلال الصيف والزيادات الحادة في الأسعار أحدثت فوضى اقتصادية في أعقاب أزمة فيروس كورونا.
ووفقًا للبنك الدولي، انتعش أكبر اقتصاد في أوروبا لعام الماضي بنمو قدره 2.9% العام الماضي، بعد حالة انكماش بلغت 4.6% في 2020 عقب اندلاع الوباء العالمي، لكن في الأشهر الثلاثة حتى يونيو، أصيب الاقتصاد الألماني بالركود.
وقال كارستن برزيسكي، رئيس قسم الأبحاث الكلية في بنك ING الهولندي، إنه يتوقع أن يبدأ الاقتصاد الألماني في الانكماش في الربع الثالث، حيث أثرت أسعار الطاقة المرتفعة على المستهلكين والشركات.
ووصف الأزمة قائلا: الأمر أشبه بمشاهدة قطار يجري ثم يصطدم بجدار.
تفاؤل رغم ركود قطاع الصناعة الألماني
يقوم بعض أكبر مستخدمي الطاقة في ألمانيا، في صناعات تتضمن من الصلب إلى شركات الكيماويات، بتقليص الإنتاج، فيما يحذر قادة الأعمال من أن ارتفاع الأسعار يهدد بتآكل القدرة التنافسية للاقتصاد.
وقالت شركة أرسيلور ميتال، أكبر شركة لتصنيع الصلب في أوروبا، هذا الشهر، إنها ستغلق أحد أفران مصنع الصلب في بريمن بشمال ألمانيا.
ومع ذلك، أبدى مركز Ifo تفاؤلا نسبيًا بشأن الصناعة الألمانية، وتوقع أن مقدمي خدمات الأعمال للصناعة سيدعمون الاقتصاد، وأن القطاع سيعمل تدريجياً على التخلص من تراكم الطلبات المرتفعة في الأرباع القادمة، وسيوسع إنتاجه ببطء.
وحذر في الوقت نفسه من أن قطاع البناء من المرجح أن يعاني بشكل مباشر، جراء الارتفاع السريع في أسعار الفائدة، وتوقع أن تصل إلى 4% بحلول نهاية العام.