آمنة خزعل - الدمام

تواجه تأثير تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز على تماسكها

التقنيات الحديثةوذكر مدير دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية من سلطنة عُمان د. جلال المخيني، أن التقنيات الحديثة تعرف بأنها تلك الهواتف المتنقلة التي تجمع بين خصائص الهواتف النقالة وخصائص الحواسيب اللاسلكية، وبإمكانها تنزيل التطبيقات وتصفح مواقع الإنترنت، وهناك مجموعة من المعايير والأحكام النابعة من تصورات أساسية عن الكون والحياة والإنسان والإله كما صورها الإسلام، تتكون لدى الفرد والمجتمع من خلال التفاعل بين المواقف والخبرات الحياتية المختلفة، بحيث تمكنه من اختيار أهدافه وتوجهات حياته بحيث تتفق مع إمكاناته، وتتجسد في الاهتمامات أو في السلوك العملي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

الحياة المعرفيةوقالت مدير إدارة الحماية الاجتماعية من دولة الإمارات إيمان حارب: كان للتطور التكنولوجي الأثر البالغ في الانتقال بحياة الإنسان المعرفية والعلمية من العصور البدائية إلى ما نحن عليه الآن من ابتكارات واختراعات تجاوزت التوقعات في مجالات عديدة: تعليمية، وصحية، وصناعية، وتجارية، وزراعية، والنقل، والمواصلات، ووسائل الاتصال.. إلخ، وهناك اهتمام متنام لتسخير هذه التكنولوجيا من أجل الصالح الاجتماعي باستخدام وابتكار أدوات وموارد تكنولوجية حديثة تلائم العملية التكنولوجية وتعزز التعليم بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وتتزايد أهمية التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي في حياتنا على مستوى المجتمع والعمل، فالأشخاص أصبحوا لا يحيطون أنفسهم بمَن حولهم فحسب، بل انطلقوا لاكتشاف العالم بتخصيص طريقة لتجربته من خلال تكنولوجيات الواقع المعزز والافتراضي.

الواقع الافتراضيوأضافت: وبنظرة على تكنولوجيا الواقع الافتراضي، نجد المستخدم يدخل إلى التجربة بدلا من عرض شاشة تقليدية أمامه، ما يسمح له بالانغماس في التجربة ذاتها، فيصبح قادرا على التفاعل مع عوالم ثلاثية الأبعاد، من خلال محاكاة أكبر عدد ممكن من الحواس، مثل: البصر والسمع واللمس، وحتى الشم، وتعزز تكنولوجيا الواقع الافتراضي «الميتافيرس» انضمام جميع أفراد المجتمع بكل أطيافه، وتجربة العمل التعاوني المشترك بدون حواجز اجتماعية، أو صحية أو ثقافية، بل تمكن أصحاب الهمم والأمراض المزمنة من العمل في واقع افتراضي متكامل ومتجانس، ما يتيح تجربة مميزة وبناءة.

دور محوريوتابعت: لعبت الأسرة على مدار عصورها دورا محوريا وأساسيا في تكوين أفرادها وتنشئتهم على اعتبار أنها الخلية الأولى التي ينمو فيها الفرد ومنها يستقي ويكتسب جميع مبادئه الأولى في الحياة، كما تسهم في تشكيل منظومة القيم لديه وتكوين مختلف العلاقات، أما اليوم فقد انتقل جزء كبير من هذا الدور إلى المجتمع الافتراضي المتمثل في شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي خلق تحديات واجهت الأسرة على مستوى العالم، ومنها المجتمع الخليجي متمثلة في فتح الباب أمام أنماط من المجتمع الافتراضي كي تحل محل العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة، وكذا محل الحوار، واختراق الخصوصية الأسرية والعلاقات الاجتماعية، ووقوع بعض أفراد الأسرة ضحايا للابتزاز الإلكتروني، وإفراز تفاعلات وأشكال جديدة للعلاقات الأسرية أدت إلى تعزيز العزلة بين أفرادها، وتوسيع الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة، ووقوع بعض أفراد الأسرة خاصة الأطفال، ضحية للشائعات والأخبار المغلوطة التي غالبا ما يعاد تداولها، إضافة إلى الاستقطاب الفكري، وتمرد الأبناء على دور الأسرة الرقابي، والإدمان الإلكتروني، خاصة إدمان الألعاب الإلكترونية، والتنمر الإلكتروني.

قيم التسامحوأردفت: يتمثل دور الأسرة ضمن التكنولوجيا الرقمية أولا في غرس قيم التسامح ومهارات الحوار بين أفراد الأسرة، واهتمام الأسرة بجو الألفة والتفاهم والزيارات العائلية للتقليل من الإفراط باستخدام آليات العولمة بشكل سلبي، وحرص أولياء الأمور على توثيق العلاقة مع المؤسسات التربوية للعمل على مراقبة التلاميذ ومتابعتهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة، وحرص الآباء على الإلمام بالتكنولوجيا الحديثة لمواكبة التطورات المتسارعة التي يكتسبها الأبناء، وتعزيز الانتماء الأسري لدى الأبناء لتفويت الفرصة على مستقطبي النشء وشغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع من خلال إشراكهم في المراكز الثقافية والتربوية والترفيهية.

توظيف الابتكارواستطردت: يأتي توظيف الابتكار والتكنولوجيا في مواجهة التحديات التي تواجهها الأسرة في دور الرقابة الأسرية، ومن ثم الرقابة المؤسسية، للحد من خطر التأثير السلبي للتقنيات الحديثة على الروابط الأسرية بالطرق والوسائل اللازمة منها: إنشاء تطبيقات إلكترونية لقياس العلاقات بين أفراد الأسرة، ومعالجة النتائج السلبية المحتملة، والاستفادة من أدوات الرقابة الأبوية، التي تتعلق بالتصفح ووحدات التحكم في الألعاب والأجهزة المحمولة، وإنشاء مرصد اجتماعي للتنبؤ بالمشكلات المستقبلية التي يمكن أن تواجه الأسرة الخليجية، وتوجيه المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي على تناول القيم النبيلة بين أفراد الأسرة، وتوفير الرقابة الإلكترونية الأسرية بشكل وقائي، وتوفير الدعم بشكل استباقي، وعقد ميثاق أخلاقي رقمي بين أفراد الأسرة لتعزيز التقارب الأسري، وتصميم ألعاب إلكترونية تخاطب القيم النبيلة لدى النشء.

توجيه الأبناءوأوضحت عضو المجلس الأعلى لشؤون الأسرة فوزية المساعيد، أن دور الأسرة يتمثل في حسن توجيه الأبناء للاستخدام الآمن للإنترنت، ومتابعتهم وتوعيتهم وإرشادهم للاستخدام السليم للأجهزة الإلكترونية، وحسن احتوائهم وإسداء النصيحة لهم بالأسلوب الأمثل ليجدوا في الأسرة الملاذ الآمن، خاصة فئة صغار السن والمراهقين كونهم أكثر الفئات استهدافا، وقالت: لابد من تفعيل المواهب الحقيقية وتوظيفها في استخدام التكنولوجيا، وتعزيز مبدأ الثقافة الإسلامية والجانب الوطني القومي بحيث تصبح استخداماته التكنولوجية ابتكاراته لمجابهة كيفية تفعيل المواهب الحقيقية، وتعليم تلك المواهب استخدام التكنولوجيا وتطويرها، ومساعدة الأسرة في توظيف استخدام التكنولوجيا لبناء المجتمع وتطوير مهارات الشباب وصقلها، واستخدام كافة السبل والطرق المشروعة من قبل الأسرة لشد وجذب انتباه الأبناء لاستخدام التكنولوجيا.

مهمتها الأولى هي حسن توجيه الأبناء للاستخدام الآمن للإنترنت والأجهزة الإلكترونية

الأسرة عبارة عن خلية ينمو فيها الفرد ومنها يستقي ويكتسب جميع مبادئه في الحياة

عقد يومي الأربعاء والخميس الماضيين منتدى الأسرة الخليجي بتنظيم مجلس شؤون الأسرة، وبالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون بدول الخليج العربية، في نسخته الأولى في الرياض، ودارت محاوره حول قيم الأسرة في الخليج وأثرها في إعداد جيل يواكب التغيير، وتأثير تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز على تماسك الأسرة في الخليج، وعلى صحة الأسرة في الخليج واقتصادات الأسرة، وأثرها في تعزيز تماسك الأسرة، ودارت الجلستان الأولى والثانية عن قيم الأسرة في الخليج وأثرها في إعداد جيل يواكب التغيير، وتأثير تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز في تماسك الأسرة.