فهد الخالدي

@Fahad_otaish

تحدثنا في المقال السابق عن إعداد الدروس وهل يكون ورقيا أم إلكترونيا، وتعدد الآراء حول الإجابة عن هذا السؤال، وأشرنا في معرض الحديث عن الموضوع إلى أهمية الإعداد الذهني للدرس بحيث يكون المعلم قادرا على استحضار خطوات الدرس كما هي في الإعداد الورقي أو الإلكتروني وتطبيقها في غرفة الصف، إضافة إلى أن يأخذ المعلم عند إعداد الدرس في الاعتبار الفروق الفردية بين تلاميذه، وأن يكون لكل مستوى من المستويات التدريبات والتطبيقات والتمارين العملية التي تناسب مستواه العلمي وذكاءه المعرفي.. يبقى أن نؤكد أن الإعداد والتحضير للدروس وهو معني بالتخطيط للحصة الفصلية الواحدة ولموضوع محدد من المحتوى التعليمي يظل جزءا مما هو أهم وأشمل وهو التخطيط لعملية التعلم بمجملها وهو الأهم باعتبار أن التخطيط لأي عمل هو من أهم أسباب النجاح وهو في التعليم وعملية التعلم بالذات أكثر أهمية منه في غيره من المجالات مع التأكيد على قاعدة ذهبية معروفة هي «أن عدم التخطيط هو تخطيط للفشل»، ولذلك فإن على المعلم عندما يعد أو يخطط لدرس معين ينبغي أن تكون مرجعيته خطة التدريس التي أعدها سواء كانت سنوية أو فصلية أو شهرية أو أسبوعية، والإستراتيجيات التي يتبعها المعلمون أثناء التدريس، وكيف نقيس أثر ما قمنا بتدريسه أو عمليات تقويم التدريس بأساليبه المختلفة وأكثرها شيوعا الاختبارات والمشروعات والملاحظة وغيرها من الأساليب التي يمكن من خلالها الحكم على مستويات إتقان المتعلمين لمحتوى التدريس والمعارف والمهارات التي كانت من نواتج عملية التعلم، والتي يمكن من خلالها الحكم على مستوى التعلم الذي وصل إليه الطالب، ومعرفة ما لم يلم به من المعارف وما لم يتقنه من المهارات. إذن ما يجب التأكيد عليه سواء كان الإعداد ورقيا أو إلكترونيا هو أن يكون الإعداد اليومي هو جزء من الخطة السنوية أو الفصلية يعده المعلم بنفسه، ويكون حاضرا في ذهنه أثناء قيامه بعمله في غرفة الصف، وأن يطبق خطواته طالما أنه أعدها لتكون ملائمة لمستويات طلبته ومراعية للفروق الفردية فيما بينهم، وأعتقد جازما ويشاركني في ذلك أكثر الزملاء من القادة التربويين والمعلمين أن هذا هو الأهم، وأن من الأسباب الرئيسة التي ينبغي أن نأخذ بها من أجل مخرجات أفضل لعملية التعلم، لاسيما وأن بقية الأسباب التي تهيئ البيئة المادية للتعلم هي في مدارسنا أفضل كثيرا مما هو عند غيرنا من البلدان التي لا تخصص فيها للتعليم الإمكانات التي تتيحها بلادنا، مما يوجب علينا أن نصل إلى مستويات أفضل، خاصة أن أبناءنا وبناتنا قد أثبتوا في أكثر من مناسبة قدرتهم على التنافس وتحقيق أفضل النتائج تشهد على ذلك النجاحات التي يحققونها في المسابقات الدولية وأولمبيادات الرياضيات والفيزياء والحساب الذهني وغيرها، وكذلك النتائج المشرفة التي يحققها من يلتحق منهم في أكبر الجامعات العالمية وأشهرها.. بقي أن نؤكد مرة أخرى حقيقة لا يجادل فيها منصف، وهي أن التخطيط هو سر النجاح، وهو للتعليم والمعلمين والطلاب أكثر أهمية مما هو لغيرهم.. اللهم قد بلغت..!