عبدالعزيز الذكير

@A_Althukair

لا يحب البعض الخروج وخوض العلاقات الاجتماعية على اختلاف أنواعها. ولهذا لا يمكن الذهاب برفقته إلى أماكن التسوق أو إلى المقاهي أو غيرها من الأماكن التي تشكل نقطة للقاءات الناس واجتماعاتهم. وهو غالبا ما يهرب بذلك من ضجيج عمله اليومي. ولهذا فإنه يفضل عدم الذهاب إلى أي مكان خلال عطلة نهاية الأسبوع.

الحل، على الزوجة أن تتعلم عدم تنظيم كل الأمور بنفسها، من الأفضل أن تدفعه إلى أن يشاركها التخطيط وأن يقوم بالتنفيذ معها. ولهذا عليها أن تطرح عليه الأسئلة عما يحبه وما يفضله وألا تتنازل عن هذه الخطوة أبدا. من نقائص عصرنا الحالي وسيئاته، أن جعل الكثير منا يميل إلى ملازمة المنزل، ويعمل جهده على أن يتفادى الخروج، خصوصا المتقاعدين. فالشارع ازدحم، والمشي على الأقدام قل، وتوارى الدافع للخروج. وقد لا يكون التقاعد سببا وحيدا، فبعض الناس الآن يحب البقاء في المنزل. وأهل الشام يسمونه «بيتوتي»، وكان الرجل في بلادنا يلتزم بالخروج إلى سوق البيع والشراء، إلى مجلس الحارة، إلى دكان قريب أو صديق أو جار، التزم بتلك العادة وقيد بها، لدرجة أنه لو افتقد يوما من السوق لسأل الناس عنه وربما ظنوا أنه أصابه مكروه.

ومن بين الأماكن التي كان الناس يكثرون الترداد عليها مرة في اليوم أو مرتين «المجلس» وهو الساحة في الحارة. وكذلك عرف الآباء «العاير»، وهو نقطة التقاء شارعين أو أكثر، يلتمس الناس فيه أخبار الديرة وأنباء بعضهم. كذلك فمن خلا مكانه في العاير يسأل عنه، وكأن الأمر التزام لا يسمح فيه بالتقاعس.

الحالة تلك موجودة في الشام والعراق ومصر فعندهم المقهى الشعبي الذي لا يكاد يخلو من رواده. وقد كان المقهى الشعبي ينبوع أدب وشعر وروايات وحوار واتفاق واختلاف.

يقابل ذلك في الغرب (إنجلترا) حانات الحي التي يرتادها من يعرفون بعضهم من أهل الحارة (ويقول الإنجليز إنها لا تصلح للغريب لأن الحديث داخلها محلي أو أهلي).

الشاعر حميدان الشويعر رحمه الله (ت 1188 هجريه) امتدح «مانعا» في فحولته لكنه بخل عليه في «مماشي الرجال» الثانية حيث قال:

وعندها رجل ثور جيد أجم يرعى في هوره

أقصى ما يبعد للطايه والمطبخ ورده وصدوره.