د. خليفة الملحم يكتب:

يقول المثل الخليجي القديم (يا مطوطي في جليب ... يا «مأذن» في خرابة) وهو للأسف ينطبق على بعض إعلاميينا المتعودين (يشطحون) في آرائهم بعيدا عن المنطقية والواقع، وبالذات في بعض البرامج الحوارية التي تتجه بعيدا عن هدفها، فالمشاهد لا يتابع سوى جدال عقيم لا يثري معلوماته ولا يضيف له شيئا، بل العكس كلام للأسف (أجوف) يغلب عليه التعصب والميول!

بعد إعلان أي تشكيلة للأخضر تنطلق الأصوات من هنا وهناك باعتراض على ضم بعض الأسماء أو الاستغراب عن عدم ضم أسماء أخرى قد يجد بعض الإعلاميين أنها تستحق التواجد مع الأخضر، والحق فرينارد شبه متواجد في كل الملاعب وهو مدرب قدير وخبير ويعرف ماذا يريد ومن هم اللاعبون الذين يخدمون طريقته وخطته، وربما احتفظ ببعض الأسماء لأنه لا يريدها في تجارب معينة، ولكن ذلك ليس مدعاة لاتهام أحدهم أن الأخضر للموقوفين ومتعاطي المنشطات ولا أن يطالب الآخر بضم فلاديمير حارس الفيحاء، فرحمة بعقولنا!

قلناها من قبل أثناء التصفيات المؤهلة لكأس العالم ونرددها الآن فالأخضر بقيادة رينارد يعتمد على توليفة معينة وأسلوب شبه ثابت قد لا يعجب البعض ولكنه أثبت نجاعته في التصفيات على الأقل، ولكن بقي الأهم وهو أن تكون تلك التوليفة قادرة على فرض أسلوبها أمام فرق أمريكا اللاتينية وأوروبا، ففي توقف الفيفا الماضي وجدنا أن أخضرنا يقع تحت الضغط المباشر وغير قادر على الخروج منه بطريقة سليمة باستثناء دقائق بسيطة كانت مع نهاية المباريات وباجتهادات معينة فقط، وإذا كان الأخضر إقليميا وقاريا أصبح يفرض نفسه وطريقته فالخطوة المقبلة يجب أن تكون بزرع الثقة في نفوس اللاعبين إن كان ذلك ممكنا حتى أمام أعتى الفرق وإلا ستكون النتائج كارثية!

سبق لي أن ذكرت في أكثر من مقالة أنني ضد البيانات التي لا تضيف للمتلقي شيئا، فهي لا تجلب البطولات ولا تغير القناعات، وكنت متأملا الكثير في المؤتمر الصحفي لمركز التحكيم ولكني أصبت بخيبة أمل، فالمؤتمر كان من باب الشفافية ولكن كلمة (سرية) ترددت أكثر من مرة!

بعض الزملاء للأسف لا يفرق بين المعلومة والرأي، فرأيك لك وقد تأخذ به الناس أو تختلف معك، أما المعلومة فهي أمانة ويجب تحري الدقة قبل نقلها، فرأيك لا أهمية له في سرد المعلومات والتاريخ، بل مصداقيتك التي ستكون على المحك، ولا يجب أن يكون لميولك أي تأثير على معلوماتك!

(يا مطوطي في جليب ... يا «مأذن» في خرابة) يبدو أننا سنرددها كثيرا!

@DrKAlmulhim