د. نايف بن عيسى الشدي

@nayefcom

إن أراد أحد تشبيه أمه الغالية بأعظم وصف، يحاول فيه أن يختزل معاني: «الجمال والاحتواء والالتجاء والوفاء والعطاء والطمأنينة والسكينة والأمان والثقة والمحبة والرحمة والقوة والصبر والفخر والحاضر والمستقبل ...»، فلن يجد أروع من أن يصفها بقوله: «هي لي وطن».

أي هي كل ما سبق وأكثر، فهي ملجئي وملتجئي، وعِزّي وسندي، وحياتي وكل أمنياتي.

والسؤال الأعظم: كيف يمكن لنا أن نصف ذلك الوطن؟

فمملكتنا الغالية، العظيمة في قدرها، وفضلها، وحكمة قيادتها، وتلاحم شعبها، وروعة أرضها، ومنابع خيرها... لن يوفيها وصف، ولن نجد لها شبيهًا بين الأوطان.

ويكفيها من عظيم قدرها أن تكون «هي لنا دار».

ففي يوم الوطن الثاني والتسعين الذي نفاخر به حبًّا، ونجدّد له مع كل نَفَسٍ عهدًا، ونسابق الكون برؤيته، والتعاهد جميعًا على تحقيق غايته، بعزيمة ملهمة، لا تردد فيها ولا حيرة، وما ذلك إلا لاتضاح الرؤية والمسيرة.

ما حيَّر الحكماء حين احتاروا... إلا اشتباه الأمر فيما اختاروا

فإذا انتفى عنه الشبيه ومثلــه ... لم يبقَ رأي تائه وقــــرار

ولذا فكل الكون أجمع أمره ... ألا شبيــهَ لنا «بمَن هي دار»

وكل عام وأنت لنا أجمل دار.