آمنة خزعل - الدمام

أعراضه الفعلية قد تتأخر سنوات أو عقودا رغم الإصابة

في ذكرى اليوم العالمي للزهايمر، الذي يوافق اليوم 21 سبتمبر، تحكي لنا مستشار التطوير «عضو الجمعية السعودية للزهايمر» دلال القحطاني، قصتها في المرض العضال الذي داهم والدتها واغتال صحتها، والذي سرق منها استرجاع الذكريات معها، إذ داهمها منذ سنوات عديدة فكان في البداية كاللص الخفي الذي تسلل إلى دماغها فجأة، وكانت بداية ضمور في خلايا المخ، ولم تكن تعلم أن المرض لم تظهر له أعراض فعلية إلا بعد سنوات.

رحلة العلاج

قالت القحطاني: «الزهايمر» تلك الكلمة التي برزت لي في محركات البحث أثناء بحثي عن الأغراض ذلك الاسم Alzheimer الذي استعصى نطقه عليَّ بشكل صحیح، فدونت الكلمة في قصاصة ورق وخبأتها في حقيبة یدي، لأكتشف بعد استشارة أحد الأطباء النفسیین وبعد الفحص والكشف الذهني بعمل اختبارات لا أنساها أعطت مؤشرات بإصابة والدتي بهذا المرض، وعندما نصحني الطبیب باستشارة أحد أطباء المخ والأعصاب، وسألته فذكر لي اسم المرض المحتمل، فأخرجت قصاصة الورق فاصطدم لتطابق الاسمین.

ومن هنا بدأت رحلة العلاج داخل المملكة وخارجها بحثا عن علاج فعال، وحتى الآن لا توجد أدویة لعلاج الزهایمر، ولكن هناك علاجات تحد من تدهور الحالة وتؤخر تسارع المرض، كان ذلك المرض غير معروف لنا في حینها، إذ لم تتم التوعیة به والاهتمام به في جمیع وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء.

فقدان ذاكرةوأضافت: یعتقد الكثيرون أن الزهایمر هو فقدان ذاكرة فقط، والبعض یعده نسیانا، وما زلنا حتى الیوم نواجه أشخاصا یتخبطون یمینا ویسارا بین الرقاة والأطباء النفسیین لاعتقادهم أن مرضاهم مصابون بالعین أو السحر أو المس، أو مصابون بمرض نفسي، وهذا بسبب تطور المرض في المراحل المتوسطة حین یبدأ المریض بالحدیث مع نفسه أو مع خیالات لا نراها، أو مع المرايا وانعكاسات ظله على الزجاج، فتأخر التشخيص المباشر وتأخر العلاج، ولذلك سلطت الضوء في الیوم العالمي للزهایمر على هذا المرض المستعصي الذي انتشر مؤخرا، وأصبحت الأعداد في ازدياد، وما زلنا لا نملك إحصائية دقيقة عن عدد مرضى الزهايمر، كما أنه أحد الأمراض المستعصية وما زال الطب يبحث عن علاج فعال له، فهو المسبب السادس للموت في الولايات المتحدة الأمريكية.

ضمور الخلاياوتابعت: الزهايمر هو ضمور في خلایا الدماغ السلیمة یؤدي إلى تدهور تدریجي في الذاكرة، وهو أحد أنواع الخرف، وأكثرها شيوعا، ویسبب مشكلات في الذاكرة والتفكير والسلوك، وتدهور في القدرات الإدراكية والعقلية، وهو أحد مسببات حالات الخرف حول العالم، ومع تقدم المرض یتحول مریض الزهايمر إلى ما يشبه المعاق ذهنیا وجسدیا في مراحله المتقدمة، ويفتقد المریض القدرة على التحدث والتفاعل والتواصل مع البيئة المحيطة.

وأوضحت أن مع تجربتها مع والدتها كانت هناك علامات طفيفة جدا لا تذكر أبدا أنها كانت لدیها قبل سنوات، وهذا ما أثبته العلماء مؤخرا؛ إذ قد یستمر الضمور الدماغي في التطور عدة سنوات قبل ظهور الأعراض، ویسمى الزهايمر قبل السریري.

مراحل المرضواستطردت: عادة ما یتطور المرض بشكل بطيء وتزید أعراضه سوءا مع التقدم في العمر، إلى أن یصبح شدیدا لدرجة تعوقه عن أداء النشاطات الیومیة، فمرض الزهایمر لا یرتبط بالتقدم في العمر، ومع أنه یصیب غالبا كبار السن الذین تزید أعمارهم على 65 سنة، ولكنه یؤثر أیضا على الأشخاص الأقل عمرا، فقد یصیب بعض الأشخاص في العقدين الرابع أو الخامس من عمرهم، ویصیب 5 % فقط من المصابین بمرض الزهایمر، وهو یسمى «الزهایمر المبكر».

ويعد من الحالات النادرة التي تؤثر على الدماغ، وأعراض مرض الزهايمر المبكر هي تكرار الكلام وتكرار السؤال، وفقدان طفیف الذاكرة في الأحداث القریبة، وفقدان بعض المستلزمات الیومیة، ونسیان المواعيد والمناسبات، ومشكلات في التركيز وأداء النشاطات الیومیة، وصعوبة تقدیر المسافات، وصعوبة في اختیار الكلمات المناسبة، وفقدان الشعور بالوقت والزمان والمكان، وتحديد المواسم ومشكلات طفيفة في النظر، والتشتت وعدم القدرة على اتخاذ قرار.

مراحل الزهایمر

وأشارت إلى أن مرض الزهايمر قبل السریري یبدأ قبل ظهور أي أعراض بسنوات طويلة دون ظهور الأعراض، وتستمر مرحلته سنوات أو عقود.

المرحلة الأولى: یصبح واضحا للأسرة والأطباء أن الشخص لدیه مشكلة ملحوظة في الذاكرة والتفكیر والنسیان وتكرار الكلام والسؤال، وما عدا ذلك فهو طبیعي، وأعراضها: فقدان الذاكرة بالنسبة إلى الأحداث الحدیثة، فیكررون طرح السؤال نفسه، وصعوبة في حل المشكلات والمهام الصعبة، وصعوبة في التخطیط تظهر أكثر في المواقف التي تمثل تحديا اجتماعيا، كفقدان الطریق أو وضع الأغراض في غیر مكانها.

المرحلة المتوسطة: صعوبة في عمل الأنشطة الیومیة والرعایة الذاتیة، ونسیان المكان الذي یوجدون فيه، ونسیان الزمان والأیام والمواسم والتوقیت، وصعوبة في تذكر المكان والعودة، وفقدان الذاكرة أكثر من قبل، مثل عنوانهم أو رقم هاتفهم، ویحتاجون إلى المساعدة في بعض الأنشطة الیومیة، مثل اختیار الملابس الملائمة للمناسبات أوالاستحمام، أو العنایة الشخصیة، أو استخدام الحمام، إضافة إلى تغیرات ملحوظة في الشخصیة والسلوك.

المرحلة المتقدمة: تدهور في الوظیفة العقلیة، ویتطور تأثیر المرض على الحركة والقدرات البدنیة، وفقدان القدرة على التواصل بشكل مترابط، ولا يصبح الفرد قادرا على أن یتحدث أو یتكلم بطریقة مترابطة، وتدهور في القدرات البدنية بحيث یعتمد اعتمادا كليا على مقدم الرعایة، وعدم القدرة على التحكم أثناء قضاء الحاجة، وصعوبة وقلة وعدم حركة فیصبح ملازما للسریر أغلب الوقت.

أساليب الوقایةوقالت إنه للوقاية من الإصابة بالمرض، يجب تناول الغذاء الصحي المتوازن للدماغ، من أسماك كالسلمون والتوتیات والمكسرات غیر المملحة والبقولیات والأومیغا 3 والبروتین ومضادات الأكسدة والكاكاو الداكن والأفوكادو وغیرها من الأغذیة الصحیة، وتنشیط القدرات الذهنیة بالدراسة والتعلم والألعاب الذهنیة، والمواظبة على القیام بنشاطات وفعالیات اجتماعیة، وممارسة الریاضة، وتجنب العادات السیئة مثل التدخین والأكل الغني بالدهون، والنوم الكافي وعدم السهر، والعادات الصحیة الإسلامیة في المأكل والمشرب.

هو ضمور في خلايا الدماغ السليمة یؤدي إلى تدهور تدریجي في الذاكرة

في المراحل المتوسطة يبدأ المريض بالحدیث مع نفسه أو مع خیالات لا نراها

المرضى أصبحوا في ازدياد وما زلنا لا نملك إحصائية دقيقة عن أعدادهم

لا یرتبط بالتقدم في العمر مع أنه یصیب غالبا الكبار بعد سن 65 عاما.

وأضافت أن تسارع أي مرحلة وتقدمها وتأخرها يعتمد على التشخيص المبكر وأخذ العلاج المناسب، ونوع وطريقة تقديم الرعاية التي تساعد في احتفاظ المريض بمهاراته أطول مدة ممكنة، واستخدام الروتين في الغذاء والدواء والنشاط اليومي، ومراعاة التغيرات الذي تمر بالمريض، والصبر ثم الصبر والحب والحنان فهي الدعم النفسي الذي يحتاجه المريض، والاستفادة من خدمات الجمعية السعودية الخيرية لمرض السرطان، وهي الأولى في المملكة لدعم المرضى وذويهم شفاهم الله وعافاهم.