محمد الحربي

@harbimm

تحلُّ علينا هذه الأيام مناسبة عظيمة تتمثل في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وهي مناسبة تتطلب الوقوف عندها كثيرًا، وتدبُّر النعمة التي حلَّت علينا، وليس الاحتفال لمجرد الاحتفال فقط، كما تتطلب منا أن ندعو كثيرًا لأولئك الذين كانوا سببًا بعد الله في توحيد البلد، ولملمة شتاته، ولأولئك الذين حافظوا على البلد، وعملوا على تنميته خلال العقود الفارطة، ولأولئك الذين يعملون الآن للانتقال به إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.

إن مَن يسبر أغوار المرحلة الماضية، وما وصلت إليه المملكة يعلم أنه لم يتحقق بعد توفيق الله إلا بجهد استثنائي وتضحيات عظيمة، ومعاناة طويلة، وإخلاص عميق ممزوج بالصبر، وطول النفس، وهي حقبة يجب أن تبقى جليه للأجيال القادمة؛ ليحافظوا على المكتسبات، ويعلموا أن ما ينعمون به لم يأتِ من فراغ.

قبل اثنين وتسعين عامًا، كان الجوع والفقر والبطالة سيد الموقف، والذي دفع العديد من أبناء الجزيرة إلى الهجرة للدول المجاورة للبحث عن الغذاء، واليوم ننعَم ولله الحمد باقتصاد متين يُعدُّ من أقوى اقتصاديات الدول على مستوى العالم، وأصبحت المملكة محجًّا للباحثين عن العمل ومحجًّا للمستثمرين الطامحين لتحقيق نجاحات اقتصادية.

قبل اثنين وتسعين عامًا، كانت الأمراض تفتك بالبشر، واليوم تملك المملكة أفضل المنشآت الطبية، والكوادر المؤهلة التي تُغني أبناءها ومَن يقطن فيها عن السفر للعلاج.

قبل اثنين وتسعين عامًا، كانت المنطقة موحشة، تخلو من الأمن، ويتقاتل فيها أبناء القرى والقبائل، وينتشر قُطَّاع الطرق في كل مكان، واليوم ننتقل من شمال البلد إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه آمنين مطمئنين ولله الحمد.

قبل اثنين وتسعين عامًا، كان الجهل يعمُّ المنطقة بأسرها؛ نتيجة انعدام مراكز التعليم والفقر والجوع، واليوم ننعَم بأرقى الجامعات والمعاهد، وأحدث التقنيات، وتبارز الكوادر السعودية أقرانها ولله الحمد.

مكتسبات لا تُحصَى، واقتصاد متين، وبنية تحتية لا تُضاهى، واستقرار نُغبَط عليه ولله الحمد، كلها حقائق ووقائع تتطلب من شباب اليوم أن يحافظوا عليها، ويساهموا في التنمية القادمة بكل إخلاص وأمانة، وأن يحمدوا الله أولًا وآخرًا.