لواء. م. محمد مرعي العمري

دأبت الأوطان والشعوب في مختلف أصقاع الأرض على الاحتفاء بيومها الوطني والذي غالبا ما يصادف في معظمها ذكريات أيام لها مسميات مختلفة لدى أبناء تلك الشعوب كيوم الاستقلال أو يوم الجلاء، والذي يعني مصادفة ذكرى اليوم الذي غادر فيه آخر جندي تابع للدولة التي كانت تستعمر ذلك البلد.

إننا في هذا الوطن الشامخ بتاريخه وقيادته وشعبه وبما يحويه من أماكن مقدسة ومآثر تاريخية فريدة نحتفل بالذكرى الثانية والتسعين (92) لقيام هذا الكيان العظيم - المملكة العربية السعودية - لأن بلادنا ولله الحمد تفتخر بارتباطها بمراحل بزوغ فجر الإسلام على ثراها الطاهر وما أعقب ذلك من قيام حضارة إسلامية انتشرت بفضل هذا الدين العظيم وسادت العالم لعدة قرون، وقد كان منطلقها ومبعثها من أرض الحرمين الشريفين.

وخصوصية أخرى يحق لنا أن نفاخر ونطاول بها عنان السماء بأن هذه البلاد الحبيبة لم تدنسها أقدام الاستعمار البغيض، ولا يعني هذا أنه لم تكن هناك حملات عدائية مغرضة للنيل من كرامة وإباء المواطن السعودي ومن أرضه، لكن أوائلنا الشم قد ضربوا أروع الأمثلة في الذود عن حياض وطنهم ورووا بدمائهم الزكية ترابه ليبقى لأهله دون سواهم، والشواهد أكثر من أن يتم حصرها ولكني أكتفي بالمرور على بعض الوقائع التي دونها التاريخ بمداد من ذهب في ديار نجد العزيزة وفي أرض الجنوب الحبيب وفي واحات ورمال الأحساء الغالية بل تكاد تكون في كل أرجاء الوطن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن البحر إلى البحر.

وبالتالي فالمتابع المنصف يرى أنه افتخارنا واعتزازنا بما تقدم التنويه عنه من مآثر ومفاخر قل أن تجتمع كلها في وطن واحد وفي شعب واحد هو حق مشروع لا ينازعنا فيه أحد البتة.

اللهم لك الحمد أن أوجدت لنا هذا الوطن بكل خصائصه الاجتماعية والدينية والاقتصادية وقيضت له بحكمة منك سبحانك ولاة الأمر الراشدين منذ إعلان المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - توحيد هذه البلاد المترامية الأطراف بعد أن كانت مبعثرة يسودها التناحر والاقتتال وسار من بعده أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعا وجزاهم عنا خير الجزاء إلى أن آلت الأمور إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ومعه ساعده وعضده الأيمن القائد الملهم ولي العهد الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان أمدهما الله بعونه وتوفيقه وأدام عزهما حتى أضحت السعودية العظمى مضرب مثل في الوحدة الفريدة واللحمة الوطنية والدعة واستتباب الأمن وستبقى كذلك عزيزة منيعة بإذن الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.