أنيسة الشريف مكي

aneesa_makki@

يجب على شبابنا أن يعرفوا كيف تكونت هذه الوحدة، المبنية على العقيدة الإسلامية وحدة عربية إسلامية. صدقت ورب الكعبة، رحمكم المولى وجزاكم عنا خير الجزاء.

أبناؤكم طيب الله ثراكم في كل عام يستذكرون هذا اليوم الخالد الذي خلده التاريخ، خلد إنساناً سعودياً، يعتز بدينه ووطنه في ظل قيادة حكيمة راشدة، جعلته أول أهدافها واهتماماتها نحو التطور والتمكين للارتقاء بين شعوب العالم بكل فخر واعتزاز، ويحمل لقب الإنسان السعودي رافع الرأس، والمستشعر قيمة هذه المناسبة، التي يعيشها واقعاً حافلاً بالمنجزات الضخمة، التي تقف شاهدًا على تقدم هذا الوطن.

يتذكرون كيف حطم المغفور له المستحيل وحول المعجزات والخوارق إلى واقع جديد عز وأمن وأمان واستقرار، ورخاء وازدهار.

حتى الصحراء تمخضت، فأنجبت الذهب الأسود الذي حوّلها إلى مدينة شامخة البنيان تكتظ بالعمال والمهندسين وخبراء النفط من أكبر دول العام.

أبهر المؤرخين -طيب الله ثراه-، فالكاتب الألماني إيميل سواريز «1935»، يقول «قد يكون الملك عبدالعزيز بن سعود الرجل العربي الوحيد، الذي برز منذ ستة قرون في الجزيرة العربية».

فيما وصف جيرالد دوجورس عهد الملك عبدالعزيز قائلا: «إنه ليصعب أن تتخيل تبدلا جذريا يتحقق في مثل ذلك الوقت القصير، حتى يمكن القول بكل دقة، لو أن قافلة أسقطت كيسا في الصحراء فلا بد من العثور عليه بعد ستة أشهر في الموضع نفسه، فالأمن في المملكة العربية السعودية مدهشاً، وهو أكثر شمولا لأمنه من أي دولة أوروبية».

ووصف الدكتور فون دايزل النمساوي، الذي زار المملكة عام 1926، الملك عبدالعزيز بالنابغة، وقال: «إذا عرفتم أن ابن سعود نجح في تأليف إمبراطورية تفوق مساحتها مجموع مساحات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا معا، بعد أن كان زعيما لا يقود في بادئ الأمر سوى عدد من الرجال، تمكن بمساعدتهم من استرداد الرياض عاصمة أجداده، لم يداخلكم الشك في أن هذا الرجل الذي يعمل هذا يحق له أن يسمى نابغة».

والمؤرخ الصيني يانغ يان هونغ: «لقد كان الملك عبدالعزيز أحد العباقرة، الذين قدموا لأممهم وأوطانهم خدمات جليلة بجهودهم الجبارة، التي لا تعرف الكلل أو الملل، وأثروا في تطور المجتمعات البشرية وتقدمها نحو الغاية المنشودة، وسجلوا مآثر عظيمة في السجل التاريخي المفعم بالأمجاد الخالدة».

هذا من بعض مما قاله بعض المؤرخين، والواقع يشهد كما يشهد التاريخ.

«أنا رجل عمل إذا قلت فعلت»، «أنا ملك بمشيئة الله، ثم بمشيئة العرب، الذين اختاروني وبايعوني. على أنها ألقاب وأسماء، فما أنا إلا عبدالعزيز، قال العرب إنني ملك، فرضيت قولهم وشكرت ثقتهم. وفي اليوم الذي لا يريدونني زعيماً لهم، أعود إلى الصف، وأحارب معهم بسيفي، كأصغر واحد فيهم، دون أن ينال نفسي شيء من الغضاضة».

رحمكم الله وطيب ثراكم.