سالم الدوسري

@SalemmAldawsari

تجربة سنغافورة في الانتقال من العالم الثالث إلى المراكز الأولى عالميا جاءت من خلال قائد الإصلاح و النهضة الاقتصادية السنغافورية آنذاك (لي كوان يو)، الذي فعل مفهوم (الحوكمة)، الذي يركز على القواعد والأسس التنظيمية في ممارسة إدارة موارد الدولة الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال استغلال المواهب والكفاءات وتطوير العنصر البشري بشكل يواكب توجهات الدولة في خلق مستقبل وثورة اقتصادية عظيمة.

ولا شك أن لكل (قائد تغيير ناجح) لديه فلسفة عظيمة يقوم باستغلالها على أرض الواقع بمفهوم مرن يتماشى مع العصر الحديث وخطط إستراتيجية مدروسة يتم على أثرها وضع المستهدفات بشكل يضمن النتائج المرجوة، كما فعل (لي كوان يو) عندما استثمر في بناء الإنسان وتأهيله ليكون قادرا على تطوير مستقبل البلاد من خلال تطوير التعليم وتعظيم المخرجات العلمية، التي تتماشى مع التوجهات العالمية لتلبية حاجات سوق العمل لتحقيق الاستفادة العظمى.

كما أن (لي كوان يو) كان يردد مقولته الشهيرة (إذا أردت أن تنشئ حكومة جيدة لا بد من أن تُسلم زمام المسؤولية فيها لأشخاص جيدين) من هنا بدأ بخلق عصر جديد لسنغافورة من خلال استقطاب الكفاءات وتأهيلها وإشراكها في صناعة مستقبل الاقتصاد السنغافوري، وتفعيل نظام الحوكمة المؤسسي بشكل يضمن استمرار الأعمال ورفع مستويات الإنتاجية وتحقق التنمية المستدامة وتعزيز الجودة والانضباط والشفافية والعدالة في الأعمال، الذي بدوره يحقق الأهداف المنشودة، عندها تحولت الجزيرة الصغيرة في جنوب شرق آسيا من دولة فقيرة إلى دولة عظيمة في التجارة العالمية وسلاسل الإمداد، وحاضنة لأكبر ميناء للحاويات العابرة في العالم، حيث ترتبط بأكثر من 600 ميناء في العالم.

ويأتي هنا الدور العظيم لنظام (الحوكمة) وأثر تطبيقه على الأعمال، التي لها دور كبير في رفع كفاءة الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتحقيق التوازن المؤسسي وتعظيم كفاءة جودة التشغيل ومعالجة انحرافات الأداء بشكل يضمن استمرارية كفاءة العمليات التشغيلية من خلال حوكمة عملية الانضباط الإداري والمالي، والحد من المشاكل المستقبلية.