@shlash2020
بعض المديرين عندما يتولى مسؤولية يتملكه الشك مباشرة في فريق المدير السابق، فيبدأ بوضع الخطط للتشتيت والتهميش، ما بين الأرشيف والفروع أو على أقل تقدير يجلسهم على مكاتبهم بلا صلاحيات حتى يتقاعدوا رغبة أو بقوة النظام، فهل هذا هو الصحيح؟
أبدا ليس هذا هو الصحيح، فأصحاب الخبرة يجب أن يستفاد منهم، ومن كان وفيا لمن سبقك سيكون وفيا لك لأن الوفاء نتاج تربية عظيمة وسمو أخلاقي ولا يمكن أن يتجزأ، ويجب على كل مدير -إن كان يريد النجاح- أن يبدأ من حيث انتهى من سبقه لا من حيث بدأ، ولكن قد يكون هناك تفصيل في المسألة:
من كانت عضويته في الفريق السابق لأن ولاءه للمؤسسة وليس للأشخاص مع تقديره واحترامه لمن يتولى المسؤولية، فهذا ذهب نفيس يجب ألا يفرط فيه مهما كانت الأسباب.
ومن كانت عضويته في الفريق السابق لأنه «مطبلاتي» فهذا يجب الحذر منه حتى ولو جاء إلى المدير الجديد يعرض خدماته التطبيلية ويتكلم في المدير السابق الذي أشغل من حوله بالتطبيل له، لأن من الطبيعي أن من طبل لمن قبلك سيطبل لك، وتطبيله لك سيدفعه للتطبيل لمن بعدك مع ذمك وذكر مساوئك.
ومن كان تكملة عدد، فالأفضل ألا يجعله المدير الجديد تكملة عدد ويستبدله بمن هو أفضل منه.
ومن أتى متذمرا شاكيا، بأنه لم يستفد من قدراته طوال الفترة الماضية، على المدير الجديد أن يتعامل معه بحذر فإن تبين له صدق كلامه استفاد منه، وإلا فقد يكون المدير السابق اتخذ القرار الصحيح.
إذن الحكم المباشر على الفريق السابق بالتشريد والإبعاد خطأ وسيحرم المؤسسة والمدير من خبرات هو بأمس الحاجة لها خصوصا في بداياته، وسيخيف المتميزين لأن قلة الوفاء عدوة البيئة السليمة والتميز.
مهمة تشكيل الفريق مهمة صعبة، وتحتاج بصيرة وقدرات قيادية، فكم من مدير أفشله فريقه، ولذلك لابد من التأني والبحث وعدم تصديق كل ما نسمع، فكم من مدير قال لموظف مميز: لقد وجدتك عكس ما سمعت عنك؟
ولكن بعد ماذا؟ بعد وقت طويل من هدر الجهود والأموال!
احرصوا على بناء فريقكم، واستفيدوا من الأقوياء الأمناء الأوفياء، فبالأوفياء تقوم المؤسسات والأوطان بل والعالم أجمع.