يوسف الحربي

@yousifalharbi

أكّد احتفال المملكة باليوم الوطني السعودي الـ92 خلال الأيام القليلة الماضية التحوّل المميّز والملحوظ في درجات الوعي بالوطن كانتماء وتفاعل ثقافي وفني فردي وجماعي تعبيرا وإحساسا نحو الفن والثقافة وإثباتاً للذات والهوية.

كانت الاحتفالات بكل ألوان التظاهرات والتجمعات والعروض والاستعراضات والبرامج والأنشطة والمشاركات عبارة عن فسيفساء متناسقة بين الأجيال والقطاعات والفنون كل حسب درجاته الجمالية في التعبير باللون والحرف والقلم والأداء واللحن والابتكار والمتابعة والصياغة والصناعة الإبداعية، التي تبدأ من الوطن وتنطلق به أبعد في الاستشراف وأعمق في الأرض.

هذا العام حملت شكلا ارتقى لمستوى محبة الوطن ورغبة في تقديم توليفات منوعة جمعت بين التراث والحداثة، واستشرافا لكل جديد ينفتح على العالم بهوية ثابتة، استطاع أن يقدّم صورة مختلفة عن الوطن بشكل ثري ومُندمج ومُتصالح بين واقعه ومستقبله، وبين ماضيه وحاضره، وبين أصالته وانفتاحه، وهو ما تؤكّده القيادة السعودية الحكيمة الساعية دوما لتثبيت قوّة المملكة ودورها المسؤول والريادي وإشعاعها إقليميا ودوليا، وحضورها القوي في مختلف الأحداث بحثا عن الأمان والاستقرار والسلام العالمي.

إن الثقافة ككل هي انتماء جماعي للمحبة الثابتة في الوطن، التي تجمع البناء وشغف العطاء الوطني المستمر، كما أن الثقافة هي أيضا واجهة عميقة تحتوي المجتمع السعودي بكل أطيافه، وتدعو الجميع للمشاركة رغم اختلاف الأسلوب، تلفت الأنظار إليها.

لقد برزت أهمية التعاون والعمل الجماعي والتفاعل المخطّط والمدروس بين جميع الجهات والمؤسسات من أجل الارتقاء بالذوق العام والصورة العامة للوطن، فكان كل ذلك الاحتواء البصري والفكري والفني، نتاج التركيز الثقافي في الحياة اليومية والاهتمام الجماهيري بالفنون والبحث عنها والخوض في تفاصيل الهوية السعودية المتمركزة في الثقافي والفني.

فالمناسبات الوطنية ليست مجرد ذكرى واحتفال، بل هي عبرة وفكرة ومفهوم وتاريخ ثابت على تفاصيل قادرة على أن تصقل شخصية السعودي وشموخه ورغبته الدائمة في التغيير والمواكبة ومجاراة العصر دون ابتعاد عن الذاكرة والهوية، بل بحملها في كل ما يعني الثقافة والفنون بأجهزتها المسموعة والمقروءة والمرئية الرقمية والمباشرة.