د. حنان عابد

@hananabid10

إنه يمثل الإدارة العليا في أعلى صورها ومراتبها وأشكالها، والمنصب الذي يضيء في كل محفل، والمرتبة العالية التي يُحترم مَن يحملها في المطارات، والفنادق، وفي كل مكان تقريباً، إنه الرئيس التنفيذي، فمن ذلك الذي يطمح لحمل هذا اللقب، ولكن لن يكون له منه نصيب؟ وهل الجميع يمكنه نيل هذا الشرف، الذي يطمح إليه الجميع؟

بكل تأكيد، كما أن ليس الجميع مؤهلون ليصبحوا أي شيء يريدونه، فإن منصب الرئيس التنفيذي هو حصري لمَن يمتلكون مهارات معينة، كلما نقص مقدار هذه المهارات والإمكانات أصبح من الصعب الارتقاء من وظيفة إلى وظيفة وصولاً إلى هذا المنصب. وبطبيعة الحال لا أناقش تحول صاحب الأموال إلى رئيس تنفيذي وإنما انتقال مدير إلى هذا المنصب على السلم الوظيفي.

ولن يستطيع صاحب العقل غير التحليلي أن يصبح رئيساً تنفيذياً ناجحاً؛ لأن الرئيس التنفيذي هو العنوان الكامل لمعنى العقل الإستراتيجي وليس العقل التنفيذي بالدرجة الأولى، لذلك فإن عدم امتلاك القدرة على التخطيط السليم القائم على عمق التحليل يشكل عائقاً كبيراً أمام انتقال أي مدير إلى منصب الرئيس التنفيذي.

والرئيس التنفيذي أيضاً إذا لم يمتلك درجة عالية أو كاملة من أخلاقيات الإدارة وشفافيتها، التي لا يشوبها شائبة، فإنه سيقع في أخطاء تسييس الإدارة، التي يقع فيها كثير من المديرين، فالرئيس التنفيذي لديه مهمة شمولية في المؤسسة لا يمكن أن تستقيم أداءً مع وجود أي فكر إداري يدعم تسييس الإدارة، لذا فهذا النمط من الممارسات يبعد المدير كل البعد عن أن يصل إلى مرتبة الرئيس التنفيذي الناجح ذات يوم.

من ناحيةٍ أخرى، لا يمكن للرئيس التنفيذي أن يصبح رئيساً تنفيذياً ناجحاً من دون امتلاك كل عناصر الثقافة العامة، ومن دون فهم سيكولوجية الإنسان، فإدارة عمليات التشغيل تتطلب هذه الميزة، إلا أن الرئيس التنفيذي يحتاج تلك المعرفة بشكل أعمق لأنه كثيراً ما يكون الملجأ الذي يلجأ إليه بعض أو كثير من الموظفين في حالات الصراع الوظيفي المتكررة في المؤسسات، وهذا بدوره مهم لإدارة الصراعات عندما يفشل المديرون في إدارتها، وعدم امتلاك هذه المعرفة لا شك أنه سيمنع الرئيس التنفيذي من القيام بدوره الكامل في المؤسسة. ومن هنا، يتضح لنا عمق هذه الوظيفة، وأهمية امتلاك مهارات عالية وليست تقليدية لإدارة مسؤولياتها بالشكل، الذي يليق بها كمسمى وكمنصب.