هند الأحمد



HindAlahmed@

أعمال الترهيب والقمع والضرب التي يمارسها ⁧‫الأمن الإيراني‬⁩ ضد أبناء شعبه تكشف وحشية النظام وجرائمه ضد الإنسانية، فالعنف هو الوسيلة الفُضلى للنظام بالتعامل مع شعبه، فعندما يُقدِّمُ نظام حاكم الدينَ للشعب بشكل مشوَّه ومقزِّزِِ ومنافِِ للفطرة الإنسانية، فطبيعي أن تنفر منه الجماهير، فالإسلام لم يكن يومًا مصدرًا للدكتاتورية، وهذه العبودية للمرأة في إيران مغلفة بالدين، وهي أكثر بُعدًا عن القيم الإنسانية.

وإذا نظرنا للوراء قليلًا نجد أن شعب إيران يعي جيدًا أن وصول خميني والنظام الإيراني الحالي إلى السلطة سنة 1979 كان نتيجة للوضع القاسي للمجتمع الذي تحرَّر من دكتاتورية محمد رضا بهلوي في تلك الأيام، وكانت التنظيمات الوطنية والشعبية والثورية قد تعرضت لضرباتٍ خطيرةٍ من قِبَل نظام الشاه، وتمَّ تقديم خميني بأيدٍ مريبةٍ على أنه بديل لنظام الشاه، وتحت نفس العنوان صعد على سدة السلطة على الفور، وفرض على الشعب الإيراني ديكتاتورية أسوأ بكثير مما سبق.

ولطالما كانت المقاومة الإيرانية تتمنى أن تكون هناك قوة جادة أخرى في الميدان تتحمَّل المسؤولية التاريخية للإطاحة بالنظام الديكتاتوري الحاكم في إيران حتى يتمكن كلاهما الشعب والوطن من النجاة من براثن هذه الديكتاتورية التاريخية الأكثر رعبًا على مرّ التاريخ، فهناك أربعة عقود انقضت منذ وقعت إيران تحت براثن المتشددين بفرض ولاية الفقيه؛ ما يعني أن منصب الرئيس يقع تحت نفوذ المرشد، ويفسِّر بالتالي الانتهاكات الأليمة للشعب الإيراني.

وقبل أيام انتشرت صورتان لفتاة إيرانية تُدعَى مهسا أميني، الصورة الأولى تظهر فيها شابة مبتسمة ترتدي غطاء الرأس دون أن يغطي كامل رأسها، والصورة الثانية، وهي على الفراش في المستشفى فاقدة للوعي قبل أن تفارق الحياة لاحقًا؛ بسبب الضرب الذي تعرَّضت له؛ ليعلن التليفزيون الإيراني الرسمي أنها (للأسف ماتت)، فيما وصفت الشرطة الإيرانية الأمر بأنه (حادث مؤسف)

مهسا أميني ليست قصة وحيدة، فهذه هي إيران الولي الفقيه، حيث تُعدم النساء ويتم تعذيبهن تحت مسمى ومبرر الدين.

اليوم تعمُّ الاحتجاجات شوارع إيران غضبًا بعدما استشهدت أميني، وأكبر دعم للشعب الإيراني الذي يثور من أجل حريته وكرامته من نظام الملالي الإرهابي هو التحرك وقطع أذرع ملالي إيران داخل إيران وخارجها، ولا شك في أننا سنشهد تصاعدًا في ذروة مشهد الأحداث خلال الأيام القادمة!