صالح بن حنيتم

Saleh_hunaitem@

المقال يتناول ظاهرة تقليعات وقصات الشعور لدى اللاعبين، التي لم يعتد عليها مجتمعنا، وليس موجها لا من بعيد ولا من قريب لشخص بعينه، الوضع تعدى قصات القزع وأصبحنا نشاهد قص الحواجب أيضا.

غياب المنع في وقتنا الحاضر لهذه القصات في الملاعب لا يعني أن يتمادى اللاعبون في قصاتهم وتقليعاتهم، فهم قدوة للشباب ويتوجب عليهم تفعيل الرقيب الذاتي، فإذا غاب مقص المنع (الحديدي) فلا يغيب مقص (الضمير)!! وما أجمل أن يصبح اللاعبون قدوات للشباب، خاصة مَن يمثل الوطن منهم.

برزت ظاهرة القصات العجيبة في كأس العالم، الذي أقيم بجنوب أفريقيا عام 2010، فهذا اللاعب صابغ شعره باللون الأخضر، وذاك باللون البنفسجي، وتتعدد الألوان والتقليعات وكنا مجموعة شباب نستمتع بالنقاش بعد كل مباراة عن المستويات والنتائج بما في ذلك الحديث عن القصات الغريبة، وكنا نحمد الله بأن ملاعبنا خالية منها فرد أحد الزملاء قائلا في قادم الأيام ستشاهدون مثل هذه القصات في ملاعبنا، فمع الانفتاح الفضائي والتقليد الأعمى أصبحت مفردة (عيب) تترنح وتتأرجح بين خطوط وآداب المجتمع والمفهوم الخاطئ للحرية الشخصية، وفعلا خلال عقد من الزمن اليوم نشاهد قصات القزع على رؤوس أغلب اللاعبين مع بعض الألوان!

يا ليت التقليد والمحاكاة للحركات الفنية والمهارات وليس في تقليد القصات والخوف أن يستمر لاعبونا في التقليد الأعمى إلى ما هو أبعد من قصات الشعور، فكما نشاهد اليوم من انتشار (الوشم) على سيقان وأفخاذ وأذرعة ورقاب اللاعبين المحترفين غير السعوديين، فقد نشاهدها على أجساد لاعبينا غدا ويزداد الخوف أن تكتمل التقليعات بلبس (الحلق) قرط الأذن لأنه إذا غاب الرقيب الذاتي سنشاهد العجب!!

والآن ونحن على أبواب المونديال سنكون على موعد مع مباريات منتخبنا الوطني، ومع بداية كل مباراة سيعزف السلام الملكي ومعه ستنقل (كاميرا) النقل التليفزيوني للعالم صور اللاعبين عن قرب وهم يرددون سلامنا الوطني، وهذا بيت القصيد، فكرتنا ثقافتنا وعليه نتمنى أن يبتعد لاعبونا عن القصات الغريبة لعدة أسباب أولا لقد نهى حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عن قصات القزع، وثانيا أنتم قدوات في ملبسكم وقصاتكم ورقصاتكم للأجيال، وثالثا نريدكم صقور الوطن بلا قصات، فكما تعلمون الصقور الحرة ما ترضى أن تقص أو تنتف (أرياشها) وأنتم أحرار.