@azmani21
كان محمد علي كلاي يردد دائمًا أنا الأعظم، حتى أنه أصدر ألبومًا غنائيًّا في عام ١٩٦٣ بهذا العنوان، وقد تحقق له ما أراد بالفعل، حيث حصل على بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل بعدها بستة أشهر فقط، من طرحه الألبوم.
لنتحدث عن أنفسنا دومًا بإيجابية، ولو كنا مازحين، فحديث النفس هو رسالة حقيقية نرسلها إلى أنفسنا بطريقة غير مباشرة عبر العقل اللا وعي؛ لتصبح حقيقة داخلية ودافعًا ومحركًا لحياتنا.
حديث النفس الإيجابي يدفع المرء منا إلى التفاؤل، وهو أمر دافع إلى كل ما فيه خير، فالنَّبيُّ علَيهِ الصلاة والسلام كان يُعجبُهُ الفَألُ الحسَنُ، ويَكْرَهُ الطِّيرةَ، فالحياة مليئة بما يسرُّ ويعود علينا بالخير، ولكن تحتلف انطباعاتنا عنها باختلاف نظرتنا إليها، فمنا مَن يركز على الجوانب المضيئة، وآخرون يركزون على الجوانب المظلمة، ومنا مَن يركّز جهده على دائرة التأثير، وآخرون يشغلون أنفسهم بدائرة الاهتمام.
ولكن كيف لنا أن نحوِّل تفكيرنا وحديثنا مع أنفسنا من السلبية إلى الإيجابية؟
هذه العملية تحتاج منا إلى رغبة صادقة في التغيير، وهي الخطوة الأهم، ثم يأتي بعدها عدة خطوات، تتمثل في أن تحافظ على صلواتك وأذكارك ووِردك اليومي، وبعد ذلك أن تتوقف عن التفكير السلبي، ثم تبدأ بإحاطة نفسك بمجموعة من الإيجابيين تقضي معهم جُل وقتك، وفي المقابل تتجنب مخالطة السلبيين من الناس، ثم أنظر في أي أمر يطرأ لك إلى الجانب الإيجابي منه، كما ينبغي عليك أن تهتم بممارسة رياضة المشي، والتي تساعدك على التخلص من بعض ضغوط الحياة، كما عليك أن تهتم بالحصول على القدر الكافي من النوم في الليل، وأخيرًا وليس آخرًا، اجعل لك هدفًا تسعى لتحقيقه، وتجتهد في الوصول إليه، وبإذن الله إذا واظبت على العمل بتلك الخطوات، فستجد ثمرتها نصب عينيك.
قال ابن هاني الأندلسي:
ولم أجِد الإِنسانَ إِلا ابن سعيِه
فمَن كان أسعَى كان بالمجدِ أجدرا
وبالهِمَّةِ العلياءِ يرقَى إِلى العُلا
فمَن كان أرقَى هِمَّةً كان أظهرا