سالم الدوسري

Salemmaldawsari@

تحتضن مدينة الدمام المؤتمر السعودي البحري 2022، الذي يمثل الحدث الأكبر في المنطقة، ويعتبر المؤتمر هو أكبر حدث عالمي للشحن البحري والخدمات اللوجيستية في المملكة، ولا شك أن صناعة النقل البحري تعتبر أحد أهم الركائز التنموية الاقتصادية، حيث تسهم بنقل 90 % من حركة التجارة العالمية، ولأهمية القطاع البحري يقول الأمين العام للأمم المتحدة «إن النقل البحري باستطاعته أن يواصل إسهامه في الاقتصاد العالمي دون الإخلال بالتوازن الدقيق للطبيعة، مؤكدا أن القطاع البحري هو الدعامة، التي تقوم عليها التجارة العالمية وسيظل عاملا أساسيا في بناء مستقبل مستدام للناس والكوكب»، حيث سيشارك في المؤتمر العديد من أصحاب القرار والشركات ذات العلاقة من قادة وموردين متخصصين في قطاع النقل البحري واللوجيستيات وقطاعات النفط والغاز، كما من المحتمل أن يتم مناقشة عدة ملفات مهمة لمستقبل الصناعة البحرية وبحث التحولات المتسارعة، التي تشهدها الصناعة البحرية إقليميًا وعالميًا وسبل تطويره نحو الاستثمار في الموارد البشرية وتطويرها وتأهيلها بشكل يواكب التطور في عالم تجارة النقل البحري ودراسة التوسع في الرقمنة، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتطوير التطبيقات ذاتية التشغيل والبيانات الضخمة والتحول نحو التقنيات المتطورة، التي بإمكانها الإسهام في تحسين نمو القطاع بشكل كبير.

ولا شك أن المستثمرين وممثلي قيادات القطاعات البحرية واللوجيستية من القطاعين العام والخاص والمهتمين له من جميع مدن المملكة والعالم سباقون لحضور هذا الحدث العالمي ولقاء الخبراء وتبادل الخبرات معهم وطرح الأفكار والبحث عن الفرص الاستثمارية ولقاء كبار المهنيين في الصناعة البحرية والخدمات اللوجيستية مما يسهم في تعزيز المنظومة البحرية اللوجيستية وخلق فرص استثمارية جديدة، لاسيما أن المملكة -حباها الله- بموقعها الجغرافي المثالي ونقطة التقاء طرق التجارة الدولية الرئيسة بين القارات الثلاث (آسيا، وأوروبا، وأفريقيا).

ويعتبر انعقاد هذا المؤتمر الكبير والمهم في مدينة الدمام هو تأكيد لأهمية موقع المنطقة الشرقية الصناعي واللوجيستي، التي تعتبر عاصمة الصناعات الخليجية وأحد أهم روافد جذب الاستثمار الإقليمي والعالمي لتنوع مواردها الطبيعية كشركة أرامكو، التي تعمل بتنقيب وتكرير البترول والغاز الطبيعي ومدينة الجبيل الصناعية، التي تعتبر من أكبر المدن الصناعية في العالم، وتشكل منتجاتها نحو 80 % من الصادرات البتروكيميائيات كما أن هناك ثلاث مدن صناعية أخرى موزعة في المنطقة تحتوي على الصناعات المعدنية والتحويلية والغذائية وتصدر العديد من منتجاتها خارج المملكة.

كما تتميز المنطقة بموقعها الإستراتيجي المميز وموانئ تجارية وصناعية على امتداد بحر الخليج العربي، الذي يربط المنطقة بالأسواق الإقليمية والعالمية، ومحور مهم على خارطة التجارة والصناعة، وتعتبر موانئ المنطقة ذات كفاءة تشغيلية عالية، وهو ما جعل منها منافسا عالميا في الشرق الأوسط لتصبح بذلك المنطقة الشرقية مركزا إستراتيجيا لوجيستيا، كما تمتلك المنطقة بنية تحتية حديثة ومتطورة تسهم في حركة النقل بين المدن الرئيسة والمدن الصناعية الأخرى بتكلفة منخفضة ووقت قياسي قصير، وفي المقابل توجد شبكة خطوط حديدية حديثة تربط المنطقة بجميع قطاعاتها الصناعية والسكنية مما تجعل من التجارة البحرية حلقة تكاملية مرنة تسهم في تعزيز التجارة والحركة الاقتصادية.